سيميون نادسون.. على ماذا؟ وقصائد أخر 

ترجمها عن الروسية: عمران أبو عين 


حجم الخط-+=

سيميون نادسون  (1862-1887) شاعرٌ من الإمبراطوريّة الروسيّة. ترجمت هنا ثلاث من قصائده، هي “على ماذا؟”، و”ماتَ مريضاً ووحيداً”، و”ليسَ ما يؤلمني أنَّ الحياةَ خدعتني”. 

على ماذا؟

أَعشقتَ مثلي، أَعشتَ مثلي لياليَ الأَرَق؟ 

عانيتَ لأَجلِها بالشّوقِ المُعذَّب؟ 

صلَّيتَ لأَجلِها خاشعاً، بدموعٍ مُنهَمِرة،

بكُلِّ قُوّة الحُبِّ النَّقيِّ المُقدَّس؟ 

منذُ اللحظة التي وُضِعتَ في باطن الأَرض

في تلك المرّة التي رأَيتُموها للمرّةِ الأَخيرة،

هل تَحطَّمتْ حياتُكَ في تلك اللحظة، 

والنّورُ، هل انطفأ آخرُ شُعاعٍ لك؟ 

لا!، فأنتَ كما أنتَ، عشتَ وتَأملتَ

سِرتَ مَزهوّاً إلى الأمام، ناسياً الماضي

ورُبَّما بعد ذلك قد استهزأتْ،

عند انحسارِ الشّوق والمُعاناة!

أيُّها العاشقُ المُستهتر، السّعيد كطفلٍ أعمى

لم تستطع فَهمَ رُوحِها المُقدّسة،

لم تستطع فَهمَ العَطفِ والمَودّة،

كما قَدَّرتُ ذلك أنا، المُتعبُ المَريض! 

لماذا في ساعةِ الفِراقِ والوَداع، 

أنتَ الوَحيد الذي يَحِقُّ لكَ الاقتراب بصمت

أن تتناولها بالقُبلة الأخيرة،

على يَدها الرُّخاميّة المُتحجِّرة، الخالية من الحياة؟ 

لماذا عندما وَضعوها في القَبر، 

وصَدَح صوتُ الجوقة مُغنّيةً عن النعيم،

تَوجتَ قبرَها المُبكِّر بالزُّهور، 

واكتفيتُ أنا بالمشاهدةِ كشَخص غَريب؟ 

آآه، لو تَعلم ما أُعاني من قلقٍ مَجنون

وألمٍ في الروح؛

لابتعدتَ مُفسِحاً لي الطريق، 

لأكونَ أقرب النّاس لقَبرها العزيز! 

 1879 

*

ماتَ مَريضاً ووَحيداً

ماتَ مريضاً وحيداً، 

كما عاشَ على هذه الأرض يتيماً،

تنهَّدَ بشِدَّة وفكّرَ بعُمق،

وماتَ، ضَاغِطاً رَأسَهُ على الوِسادة

تذكَّرهُ البَعض،

دَفنهُ أصدقاء قُدامى، 

بتواضعٍ، لكن بِحرارة

افترقوا بصمتٍ، وسُرعانَ ما نُسي! 

1882 

*

ليسَ ما يُؤلمني أنَّ الحياةَ خدعتني

أووه لا، ليس ما يُؤلمني أنَّ الحياةَ خدعتني

فالحياةُ كالحكايات المُملّة

مَهما كانَ شَبابُك نَضِراً جَميلاً

لا يُمكنكَ النَّجاة من النهاية المُحتَّمة

لا تستطيع الهَرب من سُمومِ السَّعي والطُموح 

فمن التَّعب، ومَللِ الحَياة، 

ستُبلى الرّوح ويُصابُ العقلُ بِالمرارة

ولا بُدَّ للأَيدي المَريضة أن تَسقُط! 

1882

أظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى