ماذا نقرأ: نصائح مكسيم غوركي 

أناستاسيا فويكا


حجم الخط-+=

ترجمها عن الروسية: عمران أبو عين

كانت طفولة ألكسي بيشكوف، الكاتب المستقبلي مكسيم غوركي، قاسية جداً. عاش فقيراً وفقد والده في مرحلة مبكرة من عمره، ولكي يتمكن من العيش، أخذ يجمع الخردوات من الشوارع ويبيعها، وبسبب وضعه هذا تعرض للمضايقات من زملائه في المدرسة، حتى قال أحد الطلاب عنه “إن رائحته كانت أشبه برائحة حفرة قمامة”. وعن ذكرياته، يقول بنفسه إن الكتب أنقذته من الاكتئاب “لقد غسلت الكتب روحي، لقد نظفتني من واقعي الحزين والمرير، لقد شعرت بأن هذه الكتب جيدة، وبأنها ضرورية لي، وبسبب هذه الكتب أصبحت روحي هادئة، وأصبحتُ أكثر ثقة بنفسي، وبأني لست الوحيد على هذه الأرض ولن اضيع!”. كانت جدة مكسيم غوركي، آكولينا كاشيرينا، تقرأ له بعض القصص والشعر، وفي المدرسة، كان غوركي يدرس الأدب الكلاسيكي، حتى إنه قرأ لبعض الفلاسفة الكبار مثل شوبنهاور وفريدريك نيتشه، وعن انطباعاته عن الكتب يقول مكسيم غوركي في مذكراته “القراءة متعة كبيرة للشخص المثقف، أنا أقدر الكتب، فالقراءة إحدى عاداتي العزيزة، لكني لا أنتمي مطلقاً إلى غريبي الأطوار، أولئك الذين يتلقفون أي كتاب، مثل تلقف الجائع لرغيف الخبز، الذين يبحثون عن كلمات جديدة وحتى عن قواعد إرشادية للحياة… أنا أقرأ بعناية وأختار الأفضل، تعجبني تلك الكتب التي كُتبت بحرارة، ويعجبني الكاتب الذي يستطيع إظهار الجوانب المضيئة في الحياة، كالقدرة على وصف الجنون بكلمات رائعة. إذاً، لا تفكر بمقلاة الطعام، بل استمتع بالصلصة اللذيذة!”.
أجرينا دراسة على مقالات مكسيم غوركي، وسيرته الذاتية ومقابلاته، ووضعنا قائمة بالمؤلفين المفضلين لدى غوركي، وقسمناها إلى عدة أجزاء، مع إضافة الملاحظات الهامة للكاتب.

الأدب الفرنسي

– التأثير العميق والحقيقي لمعرفتي، كان هو الأدب الفرنسي العظيم: ستندال وبلزاك وفلوبير، أنصح بقراءة هؤلاء للمبتدئين، هؤلاء حقا فنانون عظام، مثلهم لم ينجب الأدب الروسي بعد، قرأتهم باللغة الروسية، لكن هذا لا يعني عدم القدرة على تذوق قوة الألفاظ الفرنسية.
– الكوميديا الإنسانية لأونوريه دي بلزاك: قرأت الكوميديا الإنسانية وأنا في سن العشرين، وجّه هذا الكتاب ضربة قوية لرومانسيّتي، وشعرت بعبقرية بلزاك، وأحببته حباً شديداً، كحب المعلم والصديق تقريباً.
– الإخوة زيمانغو لإدموند غونكور: كنت في الثالثة عشرة من عمري عندما قرأت أول كتاب فرنسي، وهو الإخوة زيمانغو. قصة تراجيدية عن حياة الفنانين، أناس محكوم عليهم بالوحدة الروحية، لقد هزني هذا الكتاب الجميل بحزنه الإنساني، وإلى الأبد، زرع في داخلي موقفاً متعاطفاً بعلاقتي مع جميع أولئك الناس الذين يقدمون أفضل ما عندهم للعالم.
– أحدب نوتردام لفيكتور هوغو، وأعماله الأخرى مثل المنبر والشاعر، صرخَ في وجه العالم، أيقظ كل ما هو جميل في الروح البشرية… لقد علم الجميع حب الحياة والحقيقة والجمال وفرنسا.
– جان كريستوف لرومان رولان.
– سجل الأحداث الإيطالية لستاندل، وأعمال أخرى: وأنا أقرأ سجل الأحداث الإيطالية، ومجدداً، لا أستطيع أن أفهم، كيف يمكن صنع عمل كهذا؟ يكتب عن أناس ذوي طبائع قاسية، قتلة وانتقاميون. اقرأ قصصه مثل حياة القديس، أو اسمع حلم العذراء أو قصة الناس في الجحيم.
– بوفار وبكيوشه، وقلب بسيط لغوستاف فلوبير: أتذكر أنني قرأت قلب بسيط في مساء يوم العيد، كان ذلك على سطح حظيرة، حين كنت أهرب من الأناس المحتفلين، لقد أذهلتني القصة تماماً. هنالك سر في قصة تتحدث عن حياة طاهي عادي، أصبحتُ أقلب الصفحات، وأحاول أن أقرأ ما بين السطور، كما لو كنت أبحث عن إجابة لخدعة ما.
– أحكام السيد جيروم كونيارا، ومقالات نقدية لأناتول فرانس. في رأيي إنَّ أناتول فرانس هو عميد الفكر.

الأدب الإنجليزي

– دومبي وابنه لتشارلز ديكنز.
– وليم ثاكري: يذكرك هذا الرجل بتشارلز ديكنز، وهما رجلان إنجليزيان، أتذكرهما دائماً باحترام وطيبة.
– وليم شيكسبير: شيكسبير، بلزاك، تولستوي، هؤلاء الثلاثة في نظري من أفضل ما قدمته البشرية لنفسها.

الأدب الروسي

– نيكولاي ليسكوف: من دون خجل، وأعمال أخرى. ليسكوف صاحب الألفاظ الساحرة، لم يكتب بنحو متكلّف، أعماله لا مثيل لها، قصصه هي أغنيات، نقية وبسيطة بكلمات روسية عظيمة.
– الشاعر الكسندر بوشكين: بوشكين أول من شعر بأن الأدب عمل عالمي، فالشاعر عنده لا بد أن يكون معبراً عن جميع الأفكار والمشاعر، كما يجب عليه فهم وتصوير مظاهر الحياة المختلفة.
– ميخائيل شيدرين: لا يمكنك فهم التاريخ الروسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من دون الاطلاع على شيدرين.
– آنا كارونينا، والحرب والسلام لتولستوي.
– قصص أنطون تشيخوف: هو كاتب حقا، ولا تجد لديه كلمات لا داعي لها.

الأدب السوفييتي

– ديريس يوزيل، ومنطقة أوسوري لفلاديمير أرسينييف. أقرأ أعماله باستمتاع كبير، بالإضافة لقيمتها العلمية، تبهرني قوتها التصويرية. فكروا ما أروع ما ستكون قراءة الشباب الذين يجب أن يعرفوا بلدهم…
– ميخائيل بريشفين: العربي الأسود، وأرض الطيور غير الخائفة، وأعمال أخرى. لقد جذبتني إليك بلغتك الروسية النقية، لا يمتلك الكثير من كتّابنا مثل هذا الذكاء والقوة مثلك.
– ألكسي تولستوي: آليتا. مهندس تعليمي جمع بين التقنية والرواية.

أظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى