ماذا نقرأ: نصائح سيرغي دوفلاتوف 

ترجمها عن الروسية: عمران أبو عين 


حجم الخط-+=

عندما كانَ سيرغي دوفلاتوف يخدم في إحدى المُعسكرات في كومي، كان على تواصلٍ مع المُمثِّلة “تمارا اورزوموفا” في المسرح الشبابيّ في لينينغراد. وكانا كثيراً ما يتناقشان في موضوعِ الأَدب. تحدَّث في إحدى رسائلهِ عن قائمة تتكوّن من 30 – 40 كتاباً يجبُ أنْ تُقرأ بحسب رأيهِ، وكانَ في ذلك الوقت بسن الثانية والعشرين. نظّم دوفلاتوف القائمة بنفسهِ، فأشارَ إلى كُتبهِ المُفضَّلة في النَّثر، لكُتّابٍ روس وفرنسيين وألمان وإنجليز وأمريكيين. احتوت القائمةُ على العديدِ من الكُتب المَعروفة، “الكثير منها مألوفٌ لكم، مَعروفة، لكن لا تقلقوا، في الأقل ستتعرفونَ على الكُتب الّتي أحببتُها”. وأدرجَ بعض الكُتب من تلك الّتي، وفق رأيه، “تكادُ لا تستطيع الحُصول عليها في الاتحاد السوفيتيّ”. 

ارتكبَ دوفلاتوف بعض الأخطاء في قائمتهِ، فقد ذَكر أنَّ “يفغيني زامياتين” قُتلَ بالرَّصاص، وأنَّ الشّاعرة “إيلينا غورو” شاعرةٌ سوفيتيّة مع أنّها تُوفيت سنة 1913. علَّقَ الناقد الأدبيّ “أندريه أرييف” على هذه الأخطاء “في النّثر كما في الرّسائل، سَمّى دوفلاتوف بخياله الصّادق فوق المشاهد الحقيقية”. على سبيل المثال، في عام 1963، كانَ يَعلم بالطبع بأنّهُ وُلدَ في “أوفا” وليس في “نوفوسيبيرسك”، ورُبَّما كانَ يَعلم بأنَّ “زامياتين” لم يُقتل بالرّصاص، وبأنّهُ هاجرَ بأمانٍ تقريباً. 

في هذا المقال، سنُبقي المجموعة بشكلها الأصليّ. واخترنا تعليقات مُثيرة من الكَاتبِ حول بعض الكُتب. 

الكلاسيكيات الروسيّة

“دعونا نبدأ مع مواطنينا”.

– ألكسندر هيرزن: “الماضي والفكر” ستصابُ بالدّهشةِ إلى أيِّ حَدٍّ كان هيرزن “منا”، شخصٌ واضحٌ وواقعيٌّ، وما أشد نبله وذكاءه. لا داعٍ لقراءةِ روايته الخياليّة، مُخيِّب للآمال. 

– فيودور دستويفسكي: “الشَّياطين”، “زوجةُ رجلٍ آخر وزوجٌ تحت السَّرير”: أفضل كاتب نثرٍ في كُلِّ الأوقات. 

– ليف تولستوي: “قصص سيفاستوبول”، “القوزاق”. 

– ألكسندر كوبرين: أُعيد قراءةَ كوبرين كُلَّ عام، فمن بَعده يُمكنك التّخلي عن بونين وأندريف، بالرّغم من أنّهما أستاذان.

النَّثر السوفيتيّ 

“عموما، لا يُوجد نثرٌ سوفيتيّ. لكن هُنالك بعض الكُتب الّتي تستحق القراءة”. 

– أليكسي تولستوي: كُلُّ أعمالِ أليكسي تولستوي، خُصوصاً أعماله الأولى، أظنُّ بأنّها تُسمى “دورة الفولغا”. 

– يفغيني زامياتين: من الصَّعب الحصول عليه. كاتبٌ ماكرٌ، بذكاءٍ ساطع. إذا حصلتم عليه فـاقرأوه لكن بتمَهُّلٍ وحَذر. “زامياتين مصنوعٌ من بقايا دستويفسكي”. 

– إيلينا غورو: هي أيضاً من الصَّعب الحُصول عليها، سيّدةٌ مُملَّة جدّاً. 

– لاريسا ريسنير: المقالات. لقد أعيد طبعهِ مؤخراً، كتابٌ أحمر ثخين، سيحظى بإعجابكم. مقالاتٌ رائعة عن الديسمبريّين، على سبيلِ المثال عن “كاخوفسكي”، “يوري أوليشا”. عن الحسد. لم أُحبّ هذا الكتاب، لكنّهُ حظيَ بإعجاب الجميع. 

– ليف سلافين: “الوريث”. 

– “أطلق النّار يا فلاديمير تندرياكوف” و”يوم الجري”. كاتبي المُفضَّل غروبيين (فاليري غروبيين، صديقٌ مقرَّبٌ لدافلاتوف فهو زَميلهُ في كليّة اللُّغة في جامعة لينينغراد) تجدون هذا الكتاب في أيِّ مكتبة من مكتبات المصانع. 

– أركاداي أفيرشينكو: أفضل ساخر سوفيتيّ، تقريباً لا يُمكن أن تحصل على أعمالِهِ. 

– ميخائيل زوشينكو: زَحزحَ القوّة السوفيتيّة، أحياناً تجده مُبتذلاً لكنّه مُضحك. 

– فيكتور كونيتسكي: شابٌ من لينينغراد، مُتوفر في كُلِّ المكتبات. 

– يوري كازاكوف: هو شابٌ أيضاً، قصصهُ رشيقة، مُهذَّبٌ وغزليّ. شخصٌ جيّد جدّاً. 

– ألكسندر غرين: “قائد الميناء”. 

النّثر الإنجليزيّ 

“في إنجلترا لا يُوجد فنانون ولا مُلحِّنون ولا شُعراء، لكن هُنالك نثرٌ مُمتاز، بسيطٌ ومُطوَّل، أستطيعُ أن أقول: نثرٌ تجاريّ”. 

– قصص جيلبرت تشيسترتون، ريتشارد الدنجتون. “موتُ البطل” جون واين. “أسرع للأسفل” هربرت ويلز. 

النَّثر الفرنسيّ 

“الأدبُ الفرنسي رائعٌ جدّاً كفرنسا نفسها. النَّثر الفرنسيّ أُنثويٌّ قليلاً. لكنَّ الفرنسين كانوا ذوي أُسلوبٍ مُمتاز”. 

– جي دي موباسان:” صَديقي العزيز”. جول رينارد: “ريجيك” كتابٌ رائع، كانَ رينارد يُسمَّى بـ”موباسان الجَيب”. بول جيمارد: “الفرنسي المعاصر”، “اليخوت”، “المُلاكم”. أنطون دي سانت أكزوبيري: لم أكنْ أُحبّه، لكنَّ الجميع يُحبونهُ. جان كوكتو: “ثورٌ على السطح” ومسرحيات أُخرى. مارسيل بروست: سيبدو لكم صَعباً. أونريه دي بلزاك: بلزاك الكَاتب المُفضَّل على الإطلاق، أقولُها ببساطة، إنَّهُ عَبقريّ. 

النَّثر الألمانيّ

“الألمان جميعُهم فَلاسِفة، أُناسٌ ثُقلاء، أحد المرّات حاولتُ قراءة “مان [توماس مان]” ، كِدتُ حينها أنْ أختنق من الكآبة والكَراهية”. 

– ستيفان تسفايج: لقد كان تسفايج ألمانيّاً جيّداً، يبدو أنّه فرنسيّ وليس ألمانياً. 

– هاينرش بول: “لم يقل كلمة واحدة” و”منزل بلا مالك”. كان هاينرش كاتباً عصريّاً من ألمانيا الغربيّة، وأيضاً “البلياردو في التاسعة والنصف”، لكنْ في هذا الكِتاب كان كاثوليكيّاً ومُملّاً. إنّه لا يستحق القراءة. 

النَّثر الأمريكيّ 

“في أمريكا لا يُوجد تقاليد أدبيّة، لم ينشئ الأمريكان فقط الأدب القائم على تَقديس العِصابات والجحيم الأُنثويّ، وليس فقط “الفتى الذّهبي” وهو نوعٌ من العازفِ والمُلاكم في الآن نفسه. لقد تحدّثوا عن الشّجاعة الحقيقيّة والصّدق والبساطة، عَلّمونا أنْ نُؤمنَ بالحَظّ، بالحظِّ السّعيد، أنْ نُؤمنَ بطريقنا وبأنفسنا”.

– إرنست همنغوي: “وليمة متنقلة”، “موتُ في الظهيرة”، “الفيل الأبيض”، “القتلة”، “في زماننا”، “هنالك حيث النظافة، يوجد نور”. كُنتُ أومنُ بهِ كاتبا، كان طَريقه “اللعب النظيف” يجبُ أن يكون دائماً لعبٌ نظيف. يجبُ أن يكونَ الرَّجلُ قويّاً وبسيطاً، لم يكنْ يُحبُّ النِّساء من صَنفِ الدّم البارد والعاقل، كُلّ شيءٍ يجبُ أنْ يكونَ كما هو طبيعيّاً. يجبُ أنْ يكونَ الأطفالُ طُفوليين، والكلابُ مُطيعة… إلخ. كانَ يُحبُّ الملابس الخَفيفة والدافئة، والحيوانات النّظيفة والذكيّة، والنّساء الضعيفات من ذواتِ الأعين الرّماديّة، فقد كانَ هو نفسُه ذا منكبين عريضين، وبذقنٍ مُستديرة كقِطّة. سأكتبُ لكم رِسالة خَاصة عنهُ، لقد كانَ كاتباً حقيقياً، اِقرأ كُلَّ ما كتبهُ. 

– ستيفن كرين: “الفندق الأزرق” كانت القِصّة المُفضَّلة لهمنغواي. 

– جون شتاينبك: “اللؤلؤة” و”شتاء الأحزان”. 

-وليام فولكنر: “سبعة قصص”. 

– ويليام سارويان: “الكوميديا الإنسانيّة”، “الآرمن الأمريكيون”: لطيفة جدّاً لكنّها ليست بذات الأُسلوب والمَلمس. 

– جون دوس باسوس: “مانهاتن”، كتابٌ مُثيرٌ للاهتمام. 

أظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى