شعر العِلم الفيكتوري
جريجوري تيت
ترجمة: عبير علاو
في عام 1848 للميلاد، نشر عالم المعادن ورائد التصوير الفوتوغرافي والشاعر الهاوي “روبرت هنت” كتابه الذي حمل عنوان “شِعر العلم”، وهو عمل طموح جدا ومختلف حوى بداخله المعرفة العلمية مع جوانبها الميتافيزيقية والجمالية والأخلاقية بطريقة يسهل تقديمها إلى عموم القراء.
في هذا المقال، يستعرض جريجوري تيت الكتاب وما يمكنه تعليمنا إياه عن “الرغبات الفيكتورية الساعية للتوفيق بين لغة الشعر ولغة العلم”.
بورتريه لروبرت هنت 1842م
رسمها الفنان ويليام باكر
المصدر: مكتبة Wellcome
في مقال نشرته صحيفة The Examiner في ديسمبر 1848، أشاد تشارلز ديكنز بالدراسات العلمية لمختلف الظواهر الطبيعية حيث قال: “لإثبات أن العلم هو الطبيعة الملموسة حقا، إذ يمكنه -كالطبيعة- أن يستعيد شكلًا جديدًا دمرته الطبيعة، وبدلًا من أن نُلزمنا ونضع أنفسنا في سلاسل نفعية صارمة -كما يفعل البعض- فإن تحررنا من ضرر الخرافات ينقل تأملنا إلى آفاق أفضل وأكثر جمالاً، وهو أمر يعد أكثر ارتقاءً إلى الروح وأكثر رقيًا وقربًا من حياة الرفاهية، فهو -العلم- كائن حكيم وسليم وصحي.”1
وعلى الرغم من المصطلحات الرفيعة التي تحتفي بالعلوم، فإن كلمات ديكنز كشفت أيضًا عن التوترات التي تخللت المعرفة العلمية في بريطانيا الفيكتورية، إذ بدا جليا أنه رغم موضوعيته الواضحة والدقة التحليلية إلا أن نصه يمتزج بالخوف من الموروث المسيحي في آن والرومانسي* في آن آخر، والذَين كان يريان أن العلم التجريبي مدمر ومعدوم القيمة والأهمية، فهو بنظرهم يختزل الطبيعة في كونها مادة بلا روح تخضع للقياسات البشرية.
ولكن ديكنز يطمئن قراءه في أن هذه النظرة للعلم (نظرة النفعية الصارمة) وعدَّه الظالم للجمال الطبيعي والخيال لا أساس لها، وأن “الكائن الحكيم السليم والصحي” قد دحض ذلك بنجاح في الكتاب الذي يستعرضه “شعر العلم لروبرت هنت.”2
إن تأييد ديكنز لشعر العلم غير واضح، فهو يرى أن الكاتب خفق بسبب أسلوبه المنمق وكلماته المتعرجة الطويلة، فيقول: “قد نعترض على الاستطالة العرضية وفي بعض الأحيان كنا نأمل لو تُنولت على نحو أيسر من الكلمات.”3، وهو محق في ذلك، فإن هانت اتخذ إجراءات مفرطة أثناء مجاهدته لإظهار أن العلم ليس آليا ولا نفعيا بالانغماس في أساليب الاعتراضات والاحتجاجات التي كانت في بعض الأحيان أكثر عاطفية وعدوانية من روايات ديكنز، فعلى سبيل المثال، يعلن هانت في مقدمة “الشعر والعلم” :إن إسناد المحتوى للحقيقة المحضة هو أداء لنصف المهمة، فكما أن كل ذرة من المادة محاطة بجو من الخواص والقوى التي توحدها مع كل كتلة في الكون، فكذلك كل حقيقة، مهما كانت شائعة ومنتشرة فإنها محاطة بالدوافع التي تُستحضر من الروح إلى الروح مثل التموجات الموسيقية والتي سيسمع صداها في أرجاء الفضاء وستُخلّد للأبد.”4
تفاصيل من 1842
صورة التقطت بواسطة هانت من منزله في فالماوث وهي واحدة من عدة صور أُرسلت إلى جون هيرشل في سبتمبر من ذلك العام، على الرغم من عدم تحديد هويته، يبدو أن الرجل الذي في الصورة هو هانت ذاته
المصدر National Media Museum
قدم هانت مقابلة بين الطبيعة ودراسة الطبيعة، فهو يجادل أن العمليات الطبيعية مادية وغير مادية في ذات الوقت، وتُوجَّه بحركة الذرات وعمليات القوى المختلفة كالضوء، الجاذبية، المغناطيسية والكهربائية والتي لا يمكن أن تختزل إلى المادة.
وبالمثل يجب أن تجد تلك العمليات مساحة لكل من العلم والعلم التجريبي والتحقيق التجريبي للحقيقة والشعر والتعبير عن الجماليات والأخلاق والروحانيات التي تحيط بهذه الحقيقة، وقد يبدو هذا التشبيه فضفاضًا وغير مقنعًا بنحوٍ خاص، لكنه أثبت انتشاره بين القراء الفيكتوريين. عندما بيعت النسخة الأولى من “شعر العلم”؛ كتب هانت يقنع الناشر: “طُلِبَت الطبعة الثانية من هذا العمل في غضون 12 شهرًا من نشر الطبعة الأولى منه” وأنه “لم يكن مخطئاً حين آمن بشمولية التجارب العلمية وقدرتها على افتراض الجانب الشعري.”5 يكمن هدف هانت في كتابه “شعر العلم” أن يوفق بين العلم التجريبي وبين الشعر، وهما مصطلحان لا يدلان فقط على وجهات نظر مختلفة حول المعرفة العملية بل على نوع متنافسين من السلطة الثقافية، وعلى الرغم من أن الشعر قد خسر الكثير من قرائه بنحوٍ مطرد خلال القرن التاسع عشر والذين اتجهوا إلى الرواية والأخبار الصحفية فإنه -نظريا على الأقل- بقي محافظًا على مكانته الرفيعة كأفضل وأعلى صورة من صور التعبير الخيالي. وفي نفس الوقت، بحلول عام 1848م بدأت تبرز قدرة العلوم على شرح العمليات الطبيعية وتسخير تلك العمليات لتطوير تقنيات جديدة لتحظى بمكانة لم يسبق لها أن نالتها في الثقافة البريطانية فكان من السهل رؤية الخيال الشعري والمعرفة العلمية في عداء متبادل بينهما البعض، ولكن كما وضّح روبرت هانت في مسيرته كان من الممكن أيضًا الجمع بينهما. بدأ هانت حياته العملية كجراح متدرب قبل أن يؤمن لقمة عيشه، وفي أوقات متفرقة عمل ككيمائي وصيدلي وإحصائي في المسوح الجيولوجية، وعمل أيضًا أستاذًا في مدرسة المناجم في لندن، كما كان رائدا في التصوير الفوتوغرافي ونشر بحثا حول التصوير الفوتوغرافي للمعاملات الفلسفية في الجمعة الملكية.
وكان يكتب وينشر الشعر بانتظام مما دفعه أن يحاول في ثلاثينات القرن الثامن عشر الميلادي أن يلتحق بوظيفة كاتب مسرحي. لم تكن اهتمامات هنت المتنوعة استثناءً إذ أن الكثير من الشخصيات البارزة في القرن التاسع عشر الميلادي -كعالم الفلك جون هيرشل والفيزيائي جون تندل وعالم الرياضيات جيمس كليرك ماكسويل- جمعوا أيضًا بين الأبحاث المتخصصة مع كتابة الشعر وبين شروحاتهم الرائجة والمنتشرة لنظرياتهم العملية، وكانت تعددية مهنهم وجمعهم بين العلم والأدب ممكنًا بفضل الحدود المفتوحة بين التخصصات في بريطانيا الفيكتورية إذ لم تكن هناك حواجز صارمة للتعليم أو اللغة، كما حدث في القرن العشرين بين البحث العلمي والاتصال العلمي أو بين العلم والأدب.
تفاصيل: رقعة كتاب الببلوغرافر الإنجليزي لعالم الجيولوجيا والحفريات تشارلز ديفيز شيربون والذي نُقِش من قبل والده في عام 1890م، في الصورة يمكن رؤية تمثال نصفي لشيكسبير جنبًا إلى جنب مع صورة لداروين وصورة لتمثال The Venus de Milo بجانب ميكروسكوب، والنقوش على خزانة الكتب عبارة عن جملة لاتينية تقول: “الكتب هم الأصدقاء، والطبيعة هي الله”
المصدر: مكتبة Wellcome
إن المبادلة بين هذه التخصصات مغلفة في أسلوب كتابة هانت لكتابه “شعر العلم” -كما هي لدى معظم كتاب العلوم في العصر الفيكتوري- فهو يقتبس بانتظام مقاطع شعرية في سياق تفسيراته للتجارب العلمية والنظريات. ويعد الاقتباس الشعري في العلوم الفيكتورية متعدد ومتنوع ويصعب إغفاله، إذ يقوم الكتاب بالاستناد إلى لغة الشعر أدلة داعمة لنظريات علمية معينة وأحيانًا كلغة منمِّقة لكلماتهم. تستخدم بعض الاقتباسات لتلخيص الاستدلال الاستقرائي للعلم والذي ينتقل من ملاحظة ظاهرة طبيعية معينة إلى استنتاج أوسع حول أهمية تلك الظاهرة أو معناها، ويستخدمها البعض للإيماء إلى ما وراء الأسلوب الاستقرائي والإشارة إلى التأثيرات العاطفية والروحانية لحقيقية علمية ما. ربما من المفاجئ أن الاتصالات العلمية الفيكتورية تشترك في اهتمامها بالشعر بالكتابة العلمية الحديثة، حتي بالنسبة لمفكر مشاكس ومثير للجدل بعقلانيته العلمية كتشارلز ديكنز -على سبيل المثال- فهو يسعد باستخدام الاقتباسات الشعرية لنقل ما يصفه بـ “عجب” المعرفة العلمية. لكن في حين أن استخدام مثل هذه الاقتباسات الشعرية يشير إلى أن العلم والشعر يكملان بعضهما البعض -وهما جزء مهم من الفهم الكامل والدقيق للكون المادي- إلا أنه يفرض أيضا اختلافَا وتمييزَا بينهما ويفصل المعرفة الحقيقية والواقعية للعلم عن العواطف الحصرية المختصة بالشعر. تظهر هذه الازدواجية جلية في أفكار ومناقشات هانت حول شيكسبير والتي نجحت في أن تكون مجزية ومرضية فبعد أن اقتبس قصيدة “Full fathom five” من The Tempest (“تلك اللؤلؤتان كانتا عيناه”)، أشار إلى أن شيكسبير “فكر قليلاً في كيفية رسمه بنحوٍ صحيح للتغيرات الكيميائية، التي تُستبدل المادة الحيوانية المتحللة بها بالسليلوز أو التكوين الجيري”6 “إن اللغة الغنائية لشعر شيكسبير والمصطلحات الفنية لنثر هانت تصف الظاهرة نفسها، لكنها تفعل ذلك من وجهات نظر مميزة بنحوٍ أساسي. فالشعراء، استنادا إلى هانت، “يتمتعون بلحظات إلهام أكثر روعة حتى من تلك التي كتبها الفيلسوف والذي يستحضرهم من خلال الكدح الدائم والنضال الدامي مع العناصر المتغيرة باستمرار من حوله”7، ففلاسفة الطبيعة والعلماء يكتسبون بصيرتهم من خلال العمل الشاق والاستقصاء المنتظم حول حقائق الطبيعة، وعلى النقيض من ذلك يعرب شعر شيكسبير عن نوع من الجهل السامي والمعرفة البديهية للحقيقة ولكن دون أسباب أو تفاصيل للعمليات الطبيعية، كما أن ديكنز لم يوافق على هذا الإطراء لشيكسبير فقال: “لماذا ينبغي على هانت أن يرى أن شيكسبير لم يكن يدرك كيف كان حكيمًا، نحن لا نفهم كليًا”8، إلا أن هانت غيَّر ذلك في طبعات لاحقة، وعلق مع بعض المواربة التي استمرت حول الأمر أن شيكسبير “رسم مع قدر كبير من الصواب التغيرات الكيميائية” مشاركًا في تكوين اللؤلؤ.9
“Full fathom five…” by Edmund Dulac, from Hodder and Stoughton’s 1915 edition of The Tempest — Source.
بالنسبة إلى ديكنز، يخاطر هذا الاقتباس بتوجهات شيكسبير فيقلل من شعره ويختزله في زخرفة بليغة من الحكمة العلمية، ومن جهة أخرى -بالرغم من ذلك- يشير هانت إلى أن الشعر يمكن أن يدعم العلوم التجريبية بنحوٍ فعال بل يمكنه أن يكمل المعرفة المكتسبة من خلالها، وأطَّر ادعائه من خلال الجمع المباشر بين نوعين مختلفين من اللغة فمن الناحية الأولى لدينا شعره الخاص الذي يدرجه في نثره في عدة نقاط في كتابه “شعر العلم”، كما لو كان عمل شاعر كنسي**، ومن الناحية الثانية يبرز الوصف التفصيلي للتجارب والذي كان سمة بارزة في كتابة العلوم في القرن التاسع عشر، ففي فصل الجاذبية يسرد هانت تجربة يُعلق فيها قطرات من زيت الزيتون في مزيج من الماء والكحول الذي له نفس الجاذبية النوعية للزيت فبدلاً من “تسطيح القطرات” بواسطة “الانجذاب للأرض” في “ظل أي ظروف أخرى” تحتفظ القطرات بـ “شكلها المداري”، ليوضح هانت ذلك بقوله: “إنه أمر سهل التوضيح، إذ يخبرنا عن الكثير من الأسرار العجيبة للقوى المتوازنة الجميلة للتماسك والجاذبية، وهذا يؤدي لأن نكتشف أنه من هذه الحقيقة الملموسة فإننا نرتقي إلى حقيقة فلسفية عظيمة” ثم يدعم رأيه بوسائل لتوسيع نطاق التجربة فيقول: “إذا قمنا بتمرير سلك فولاذي عبر أحد تلك القطيرات العائمة من الزيت وقمنا بتدويره بسرعة -وهذا يحاكي حركة الكواكب حول محاورها- فإن الزيت ينتشر -كما الشكل الكروي للأرض-، وبزيادة سرعة الدوران وعند معدل معين فإن قطرات الزيت تتسع لتكون قرص لتنفصل الحلقة عندئذٍ -كما لو أنها ابتعدت عن مركز الكوكب- وتبقى رغم ذلك تدور حولها من مسافة بعيدة، وهذا يعطينا تصور دقيق لما يحدث لحلقة كوكب زحل.”10 ويلخص ما يسعى إليه في هذه التجارب فيقول: “في هذه التجارب ننتج نتائج تشبه بطريقة مذهلة الظروف السائدة في الفضاء”11، وبالنسبة لهانت فإن العلاقة بين التجربة والطبيعة هي علاقة جزء بكل “العمليات التجريبية تمثل العمليات الطبيعية في صورة مصغرة”، وفي هذه الحالة من نقطة البداية “للحقيقة الملموسة” لحركة قطرات زيت الزيتون فإننا “نرتقي” في المقاييس إلى إدراك الظواهر الفلكية الضخمة، ونرتقي أيضًا من خلال الاستنتاج الاستقرائي “إلى حقيقة فلسفية عظيمة” وهي فهم نظري للقوى التي تشكل المادة عبر الكون.12 في الفقرة التالية يتناول هانت قوة الجاذبية على أنها “روح حاكمة” في الطبيعة ويؤكد أهميتها لمرة أخرى ولكن بمصطلحات مختلفة بنحوٍ ملحوظ تبرز في سطور القصيدة التي تليها على الفور والتي تبين مدى تشكل الخطب المنمقة في فصل الجاذبية في كتابه فيقول:
“ذرات الغبار الصغيرة التي تنتشر خلال الرياح
تحمل هذا الانطباع القوي للعقل الأبدي
في الغموض من حوله، تتدحرج قوى سرمدية
والجاذبية تربط وتوجه كل ما حولها
في كل ذرات الرمال، وقبل هبوب أي عاصفة
الكذب يغطي القوى التي تنظم العالم
ومن كل ذرة فكر إنسان قد يرتقي
مع قوة، لاختراق سر السماوات
إذ تحاول كل قوة أن تتحكم بالخطة العظيمة
من حركة الكواكب، أو من تنفس رجل
ومن العجائب السرية لكل أحمق
استحضار الحقائق، وتعلم قوة الإله”13
على النقيض من الكتّاب الحديثين مثل دكينز والفلاسفة الفيكتوريين مثل تيندال الذين يستشهدون بالشعر لإبراز الشعور بالرهبة العلمانية في السمو الطبيعي الذي يكشف عنه العلم. يستخدم هانت الشعر لترويج علم اللاهوت الطبيعي -طريقة التفكير بالمنطق التي تستخدم التجارب الملاحظة والتأملات للطبيعة لإثبات وجود الإله المسيحي-، فهو يعلن أن دراسة المادة والقوى التي تؤثر عليها تطلق العقل نحو الحقائق التي ليست نظرية فقط بل إلهية، “كل ذرة” من خلال قوة “الفكر الإنساني” قادرة على إلقاء الضوء على “سر السماوات”، إضافة إلى أن قوافي أبياته تحدد سلسلة من التناغمات (“الغبار” خلال “الرياح”، “العقل الأبدي” و “أحمق ” و”الله”) (the “dust” on the “wind” and “the eternal mind”, “sod” and “God”) والتي تنعطف لتستمر فتُغلق الفجوة الظاهرة بين المفردات عن طريق الارتقاء الاستقرائي والذي يُقابل بالتجارب. هذه الصلة بين العلم والشعر التي أنشأها هانت يجب أن تكون مطمئنة للقراء الفيكتوريين الذين يشعرون بالقلق حيال الحقائق المزعزعة للعلم، فكما تشير كتاباته يمكن لكليهما استخدام الظواهر الدنيوية والظواهر عديمة الأهمية لفهم الكون بنحوٍ أفضل، وعلى الرغم من ذلك كله فإن “شعر العلم” يعكس الصراع القائم في المجتمع الفيكتوري فيما يتعلق بعلاقة الشعر بالنظرة العلمية العالمية المؤثرة بنحوٍ متزايد. يوحي استخدام هانت للاقتباسات الشعرية إلى أن الشعر يعد أفضل طريقة لكي يُستخدم صورة توضيحية مزخرفة للمعرفة العلمية والتي هي حتمًا أكثر دقة وتفصيلاً من العلوم والمعارف المنقولة في القصائد إلا أن لغة الكتابة الشعرية الخاصة به تعكس هذا السلم وتظهر أن القصائد لها القدرة على التوفيق بين الطبيعة والدين فالشعر ينقل فهمًا روحانيًا ساميًا للكون والذي يمكن دعمه -دون قلبه أو اغتصابه- من خلال الأدلة التي تظهر في العلوم التجريبية. جريجوري تيت: هو محاضر في الأدب الفيكتوري بجامعة سانت أندروز، يتناول كتابه الأول الذي نُشر في عام 2012 والذي كان بعنوان “عقل الشاعر: علم النفس في الشعر الفيكتوري 1830-1870” الطرق التي استجاب بها الشعراء الفيكتوريين وساهموا في ظهور علم النفس كفرع علمي في بريطانيا في القرن التاسع عشر، وقد أكمل للتو كتابه الثاني “المادة الشعرية” والذي يدرس تبادل الأساليب والمفاهيم واللغة بين الشعر والعلوم الفيزيائية في القرن التاسع عشر.
الهوامش
*الحركة الرومانسية: حركة في الفنون والآداب نشأت في أواخر القرن الثامن عشر.
** القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكية هو نظام من القوانين والمبادئ القانونية التي تطبّق من قبل السلطات الهرمية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية لترتيب تنظيمها الخارجي والحكومي.
- Charles Dickens, “The Poetry of Science”, Examiner 2132 (December 9, 1848): 787.
- Dickens, 787.
- Dickens, 788.
- Robert Hunt, The Poetry of Science, Or: Studies of the Physical Phenomena of Nature (London: Reeve, Benham & Reeve, 1848), xxii.
- Robert Hunt, The Poetry of Science, Or: Studies of the Physical Phenomena of Nature, 2nd ed. (London: Reeve, Benham & Reeve, 1849), v.
- Hunt, Poetry of Science, 288.
- Hunt, 288.
- Dickens, “Poetry of Science”, 788.
- Hunt, Poetry of Science, 2nd ed., 291–2.
- Hunt, Poetry of Science, 24.
- Hunt, 25.
- Hunt, 24.
- Hunt, 25.