سبع معلومات قد لا تعرفها عن رواية الجريمة والعقاب

سيمون ليسر


حجم الخط-+=

ترجمة: محمد جواد

يصادف هذا الشهر (تاريخ نشر المقالة 13-4-2017)) الذكرى السنوية 150 لنشر كتاب الجريمة والعقاب لفيودور دوستويفسكي، وهي رواية منشورة أصلا في اثني عشر جزءا شهرياً خلال عام 1866. بعبارة أخرى، إنها الفرصة المثالية للاستفادة من معرفتك باللغة الروسية الكلاسيكية. إليك بداية يسيرة.

1- تجري أحداث الرواية في مدينة سانت بطرسبورغ الحقيقية.

من المحتمل أن تكون هذه هي الحقيقة الأوضح عن الجريمة والعقاب، ولكن إذا كنت تقرأ النص الأصلي، أو ترجمة مضمونة له، فستجد أن دوستويفسكي حذف أسماء معظم الأماكن التي يذكرها (على سبيل المثال، “Prospect V-y  يقصد بـها “Prospect” Voznesensky).

2- الحجر الذي خبأ راسكولينكوف المسروقات تحته، هو حقيقي ايضا.

انظر الى هذه الدقة: الزوجة آنا غريغوريفنا، تذكر في مذكراتها أن دوستويفسكي، بعد مدة ليست طويلة من زواجهما، أخذها إلى ساحة أثناء المشي وأظهر لها الحجر الذي وضع تحته القاتل الأشهر القطعّ المسروقة. نعتقد أن الحجر اختفى منذ ذلك الحين، ولكن لا تتردد في البحث عنه بنفسك.

3- الأسماء لها معانٍ.

راسكولينكوف بعيد عن اسم عشوائي، راسبي ، بمعنى شرير. وتأتي في اللغة الروسية لتدل على “الانشقاق”. و”راسكول”، و”راسكولنيكي” يشير إلى مجموعة معينة من المنشقين تحديدًا، المؤمنون القدامى، الذين انشقوا عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في منتصف القرن السابع عشر. في هذه الأثناء، يأتي رازوميخين من العقل أو الذكاء، وكان لبيزياتنيكوف مصنوعًا من الفعل lebezit، وهو ما يعني التملق بشغف.

4- كان سفيدريغايلوف شخصا حقيقيا. 

إن سفيدريغايلوف التاريخيَّ لم يكن -على حد علمنا- بذات النمط من عدم الصدق -الاغتصاب- التحرش بالأطفال. عرف سفيدريغايلوف الحقيقي في سانت بطرسبرغ في ستينيات القرن التاسع عشر مالكًا للأراضي في المقاطعة. كان الاسم في الواقع يستخدم في كثير من الأحيان في المحادثة للدلالة على نوع من التجارة المشبوهة والمثيرة للاهتمام.

5- معظم الحكايات الإخبارية التي توجد في ثنايا الرواية هي حقيقية.

عندما يفحص راسكولينكوف الصحف أثناء جلوسه في حانة، وكذلك في المحادثة التي تلت ذلك والهذيان الذي يعقده مع الشرطي الشاب زاميتوف. والحقيقة التي انتهى بها المطاف بالحديث عن حدوثها هي في الواقع: قصة عصابة مكونة من خمسين مزورًا، والتي تضمنت محاضرا جامعيا، أُبلِغَ عنها في جريدة موسكو في عام 1865. كما كانت قصة الشريك العصبي الذي ذهب إلى البنك، وأثارت الشكوك، وأفسدت العملية برمتها.

6- إن القراء الروس يعرفون شيئا عن دنيا لا يمكن للآخرين إلا أن يخمنوه.

نحو نهاية الجريمة والعقاب، تجري دنيا، شقيّقة راسكولنيكوف محادثة لا تُنسى مع راعيها المحتمَل وصاحب العمل السابق سفيريدوريلوف، الذي يكشف أن أخاه قاتل. في النسخة الروسية الأصلية، تبدأ دنيا، في حالة صدمة، في مخاطبة الرجل بضمير الشخص الثاني المفرد، وهو النمط الذي يتناسب عادة فقط مع العائلة والأصدقاء الحميمين. هذا اقترح على القراء الروس أن علاقتهما كانت قوية. ينتهي الأمر بمحاولتها إطلاق النار عليه (طبعا) قبل أن يهرب بنفسه، تاركةً إياه بالانتحار بعد مدة ليست طويلة.

7- هناك الكثير من دوستويفسكي في راسكولينكوف.

غير مفاجئ، ربما، ولكن الجدير بالذكر- تحتوي الجريمة والعقاب على ثلاثة مقاطع هامة تشبه مذكرات. الأول هو الحلم الذي سُرِدَ في وقت مبكر، والذي شهد فيه الشاب راسكولنيكوف على مالك ضرب حصانه حتى الموت. الذاكرة هي في الأقل سيرة ذاتية جزئيا. ويكشف المؤلف في ملاحظاته أنه يتذكر بحيوية حصانًا متعرجًا رآه عندما كان طفلاً. كذلك، هو الشعور الذي تحصل عليه الشخصية بعد مساعدة أرملة مارملادوف وأطفالها – “يمكن تشبيهه بإحساس الرجل المحكوم عليه بالإعدام الذي منح العفو فجأة وبنحوٍ غير متوقع”. هذه الصورة تعكس بدقة قرب وفاة دوستويفسكي في عام 1849، بعد اعتقاله بسبب ارتباطه بأوساط فورير، ثم تخفيف حكمه برسالة من القيصر، وقبل دقائق من إعدامه المفترض. وأخيرا، بالطبع، شُكِّل سجن راسكولينكوف في سيبيريا من السنوات الأربع التي قضاها دوستويفسكي سجينا في أومسك بسبب الجرائم السياسية المذكورة أعلاه: “سيبيريا. على ضفاف نهر واسع مقفر، ثمة بلدة واحدة من المراكز الإدارية في روسيا. في المدينة قلعة. في القلعة سجن”.

 

أظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى