الكتابة لأنفسنا وللعالم 

حوار مع خديجة باجابر


حجم الخط-+=

نشر في المرة الأولى بتاريخ 15 يونيو/ حزيران 2019.

إعداد: Versecom

ترجمة: صائل البحسني 

في أبريل/ نيسان من عام 2018 أُعلِنَ فوزُ الكاتبة السواحلية الكينية خديجة عبد الله باجابر بالجائزة الإفريقية لدار غرايوولف للنشر في دورتها الافتتاحية. لقد كان تاريخَ الشتات الحضرمي في بلاد السواحل بما اعتور توثيقه من نقص وقصور ملهمها في كتابتها المخطوط الفائز بالجائزة، وقد شرعت في كتابته لزمن سابق من عام 2015 غير أنها أجلت إتمامه سنتها. وهي لا تخفي فرحتها ولا أنها ما كانت تصدق أن مخطوطها الأول سيلقى ما يلقاه من استحسان.

يصف عضو لجنة تحكيم الجائزة الروائي أ. إيغوني بارِّت1 النص، الذي اختير من بين ما يزيد على مئتي نص تُقُدِّمَ به، بكونه “رحلةً بهيجة خلَلَ خيالِ كاتبةٍ ليس الخيالي عندها ما هو مكتوب حسب بل إنه يؤدى أداء فوق صفحات الكتاب”. لقد نفخت خديجة عبد الله باجابر روحاً جديدة في أدب المغامرة الذي تقادم عليه الزمن في البلاد غير الغربية، فبروايتها الأولى الملحمية هذه تغلغلت الكاتبةُ عميقاً في ذلك الفضاء الأسطوري المستكشَفِ على يد كثيرين منذ هومِروس حتى همنغواي. ويُتوقَّع أن يظهر الكتاب على رفوف متاجر الكتب في سنة 2020 (وقد صدر)، في حين ستتلقى الكاتبة مقدَّما صكاً بقيمة اثني ألف دولار أجراً. طلبناها للحوار وهذا ما قالته. 

في حوار سابق مع مجلة M.Shale  تحدثتِ حول كتابة “تواريخنا البديلة نحن” في مقابل كتابةِ الأغرابِ تواريخَنا لنا أو تصويرهم إياها من على مسافة. كذلك تتحدثين عن دار غرايوولف (وناشرين آخرين) وفتحهم الأسواق أمام الصوت الإفريقي الأصيل. إنَّ الهويةَ والتاريخَ البديل لَيبدوان البعدينِ الثيميين الرئيسين  للأدب المكتوب في الآونة الأخيرة في شرق إفريقيا. فكّري في “كِنتو”2، فكّري في “رقصة الجاكارندا”3.

نعم، لقد قلتُ “كتابة من القارة” لا “الصوت الإفريقي الأصيل”. إن مسألة الأصالة الإفريقية أمر ينقصه أن يُفحَصَ بتمعُّن. لدى دار غرايوولف ترسانة من الكتب الممتازة وهم لا يبدعون بغية الإنتاج الضخم لأجل بيعه للمستهلكين.. فلا يتعاطون مع الأصوات الإفريقية بنيّةِ التربُّح فقط. إنهم يديرون دار نشر ناجحة دون أن يجعلوا الأمر يشعرك بأنها مصنع. إنني أتفهم أن لديهم فريق عمل صغير غير أن ذلك الفريق مكرَّس، والأعمال التي أنتجوها أعمالٌ أحاطوها بعنايتهم.

لقد أدركت  دور النشر حصولَ زيادةٍ في الطلب على الكتابات الإفريقية، على أصوات مختلفة، وعليه فإنني لن أصرّح بالقول أن ثمت دور نشر دولية تفتح أسواقها أو أقصد إلى أن الطلب لم يكن حاصلاً يوماً، فالأمر يشبه الإشارة إلى أن دور النشر صارت ترغب الآن في أن تصغي أكثر من أي وقت مضى. وأنا بذلك جد محظوظة.

إن تقديم الكتابات من بلدان القارة إلى خارجها أمر عظيم، غير أن المستقبل الذي أجدني أكثر اهتماماً به أراه للكيفية التي بها نتمكن من الاستمرار في دعم دور النشر هنا كي تحرز نجاحا بالقدر نفسه. وكاتبةً فإنني أريد لعملي أن يحرز نجاحاً في السوق الدولية بأقصى قدرٍ ممكن. وسأكون كذلك شاكرة لو أحس كينيٌ واحدٌ، ريفيٌ واحدٌ، بأنه عُرِفَ قدَرُه، ومُثِّلَ، وعاطفيا اُستُثمِر في نصٍ أبدعتُه هنا. إنَّ ذلك على قدر هائلٍ من الأهمية لي، أعني النجاح المحلي الذي أحرزه الكتاب، لجعل الناس يشعرون بأنهم محطُّ نظر. 

الهوية، التاريخ البديل، أحب هذي الأمور. إن مدارها المطالبةُ باستعادة السردية. وإذا كانت هذي الأمور ضمن التيار الرائج حالياً، فحيَّ هلا. فأنا أحب تخيل الأمور من جديد، أحب رؤية الأشياء من منظور مختلف. 

في الواقع لا أمانع أن يكتب أجانب عن أماكن لم ينحدروا منها، لست إلا أنبههم ليهتموا بالكيفية الذي يكتبون بها. لا أعتقد أن علينا أن نمارس رقابة أو حراسة. اكتبوا عنا لكن لا تسرقوا منا، لا تستصغرونا. إذا راقبنا وحرسنا لن نقدِّمَ كتابة جيدة. 

تصدر عندنا نشرات من مثل صحيفة  Panorama والتي تقارب أدب الرحلات مقاربةً مختلفة في حين كان أدب الرحلات تاريخياً أدباً يهيمن عليه البيض. فهي تستهدف كتّاب الرحلة من غير البيض، ومن المنتمين إلى الأقليات والمجتمع الحلي (و) الأجانب. وبذلك تكون طريقة تتيح لمكان أن يأخذ أبعادا غير البعد الأجنبي وحده، الذي عادةً يعامَل بصنمية أو يُنبَذ. 

عندما تكتبين عن آخرين لا عن نفسك يتوجب عليك أن تقلصي المسافة لا أن تمدِّيها. 

ممباسة مدينةُ حكايات، أقولُ وبثقة. فكثير من الحكايات الفنطازية على شاشة التلفاز تروى منقولةً عن أهل الساحل منذ زمن طويل. ومع ذلك لم نرَ كتباً كثيرة تأتي من هذه المنطقة. 

بل هي موجودة! وليس جميعها نُشِرَ على النحو التقليدي. لدينا البروفيسور علي الأمين المزروعي4، وعبد اللطيف عبد الله5، ومورا قيطا6- لدينا عبد الرحمن “أبو أميرة” نْديگوا7، ولُبنى عبد الحليم8، عبد القادر محمود9، وأحمد شايو10.. وغيرهم كثر ممن أكتشفهم لنفسي. وموجودون مَن نُشِرتْ أعمالهم على النحو التقليدي، أو الذين ينشرون أعمالهم بأنفسهم، ومنهم من يتعاطون الأشكال التقليدية من الكتابة والقَصص غير التقليدي، والمدونون، واليوتيوبرات [صانعو المحتوى المرئي، على موقع يوتيوب تحديداً]– ثمت الوعاظ ومطربو الأعراس، الساحرات وأرباب القيل والقال.. ثقافتنا ثقافة غنية بالقصص والحكايات. أنتِ لم تري الكثير من الكتب المنشورة بالطريقة المعهودة، نعم- لكن الكتب ليست الشكل الوحيد الذي تأخذه القصة، فهي تعد ولسبب من الأسباب أعمق من أن يضمها كتاب. 

لقد كان جدي شاعرا، وكان في متناوله دوماً هذي المُلَح والأمثال الحضرمية والسواحلية القديمة، غير أنه لم يدعُ نفسه يوماً شاعراً، ولربما ضحك مني لو دعوته كذلك. 

أنا عضوة في مجموعات قرائية عديدة، ويبدو أن غالبية الكينيين ليست بذلك الحماس لقراءة الكتّاب الكينيين. والسبب الذي يُدَّعى أكثر من غيره هو أن الكتاب الكينيين ليسوا في مستوى يجارون فيه أسواق أخرى منافِسة من مثل نيجيريا و جنوب إفريقيا، وفي الآونة الأخيرة أوغندا. 

أعرف بضع كتابٍ سيختلفون معك وسيرون في ذلك تجنٍّ. إن الكينيين يقرأون الكينيين لكن بالطبع ثمت بعض الأشياء تباع على نحو أفضل من غيرها. إن للأمر صلة بالتغليف، وبالإشهار، وأمور كثيرة. ربما له صلة بالسلامة أيضاً، فبعض الكتابات الكينية يحوي صراعات الكينيين ومشاكلهم، فنحن الآن نجرب ذلك- هيا بنا نجوز الحدود ونجرب المشاكل التي في أوغندا، ها؟ إنني أمزح. وهل في الأمر حقاً ركون إلى السلامة إنْ كنتِ إلا تهربين إلى غرفة أخرى من ذات المنزل؟ 

ربما من السذاجة أن أقول التالي لكنني لا أحبّذ كلمة “منافسة” حينما يتعلق الأمر بتحقيق التقدم. إن النجاح ليس بكعكة تُقتطع منها شرائح محدودة العدد، إنه بئر لا تنضب، ولكل واحد أن يستقي منها. أعتقد أن بوسعنا أن نقدّر آداب غيرنا من الأمم دون أن نبخس آدابنا نحن قيمتها، إذ يوجد كتَّاب كينيون بارعون هنا. والكتاب الكينيون هم عادةً القراء الكينيون كذلك. 

أحسب أن الأمر يعود إلى الفرص المتاحة ومدى الوصول إلى القراء. إنه القوة التي تمتلكها دور النشر لدينا. إنه تلك الأفعى تأكل ذيلها مرة أخرى. إنه المجتمع والعدد الكبير من الأجزاء المتحركة التي لا بد أن يعاد ترتيبها. “إن الكتَّاب الكينيين يعدوهم النجاح لكون مستوى كتاباتهم أدنى”، لن أدع نفسي أقول ذلك. إنها عوامل أخرى خارج نطاق الفن، إنها الجو العمومي والفضاء الذي حوله ما يحدد نجاح كتاباتهم. لا أدري حقاً ما يسعني قوله. لكني لن أدع نفسي أقول إن الكينيين يخيبون في أن يضاهوا أي أحد.

إنَّ فوزك قفزة كبيرة، ليس لك فقط لأنك كاتبة، خصوصاً وأن النص نصك الأول، وإنما للوسط الأدبي الكيني كله. إن آخر مرة ربح كينيٌّ فيها عائد باهر من قلمه كانت سنة 2014 بفضل جائزة Caine للقصة القصيرة. هل برأيك أن القصة القصيرة تسحب من تحت الرواية (تامة الطول) البساط في إفريقيا؟ وهل يضايقك هذا إن كان الأمر كذلك؟ 

أعتقد أن القصة القصيرة شكلٌ أدبيٌّ رائع، تبعث شعوراً بأنها أسهلُ منالاً، وبرأيي أجدها أفضل شكل من أشكال الكتابة. بصراحة إنني أكثر احتكاكاً قارئةً، وعليه أكثر افتتاناً كاتبةً، بالقصة القصيرة من بين الأشكال الأدبية. لن أفلح في كتابة قصة قصيرة سليمة أبداً، فثمت مهارة ما وبراعة تعوزانني ببساطة. إنها هايكو السرد، معقَّدة أكثر، منغلقة كقبضة يد، مضمومة ولكماتها محسوبة. إن كتَّاب القصة القصيرة بحق أساتذة الكتابة الأدبية، أكن لهم احتراما وإجلالا. 

أرغب في مزيدٍ من الحديث حول القصة القصيرة شكلاً أدبياً، أجدها أكثر فتنة لي، أكثر إشباعاً لي قارئةً. لم أقرأ أعمالا إفريقية كثيرة، لكنني أقرأ شعرا إفريقياً، قصصاً قصيرة إفريقية. أعمال تروي أونيانگو11، لندا موسيطا12، أبيغيل أرونگا13، كاري بركة14، ميشيل أنگونيي15.. هؤلاء ليسوا إلا قلة من الأمثلة الباهرة ذوي أعمال هي دوماً مغامرة. How I performed my pregnancy  “كيف أديتُ دورَ حبلي” بقلم لندا موسيطا و”التجلي/ التحول” transfiguration” بقلم تروي أونيانگو من بين الأعمال المفضلة عندي. 

مؤخراً تمكنت من قراءة نسخة غير تامة من القصة القصيرة “تِكايو” لِغريس أوگوت16. لقد ملكت علي حواسي. كيف يسع أحد أن يقول الكثير الكثير بأقل القليل! 

لا أعتقد أن القصة القصيرة تسحب البساط من تحت أحد، في الواقع أعتقد أن القصص القصيرة في حاجة إلى نقابلها بمزيد من المحبة. هل حاولتِ يوماً كتابة قصة قصيرة؟ ما هي بالهينة أبدًا. بعض من هؤلاء الكتاب لا ينالون مقابلا ماديا حتى! كثيرا ما كان يغيضني أن تطلب المجلات الأدبية منك شعراً لم ينشر من قبل ثم وعلى رأس ذلك تقول لك إنها لن تدفع لك شيئا. أغتاض، غير أنني أتقبل.. وأتفهم. ليس هذا في معرض القول بأن الشعر لا يجب أن يدفع المال لقاءه أو إنه لا يتطلب كبير عناية لكتابته، ولكن أن يكتب كتابٌ ما تساوي قيمته خمسة آلاف دولار من القصص القصيرة الممتازة ثم لا يتلقون فلساً؟! إنه لأمرٌ… محيِّر! 

أشكرك على ما تفضلتي به حول فوزي، غير أني لا أنظرُ هذه الأمورَ من كوني في صراع أو تنافس. لا يمكنك أن تنالي الكثير عندما يتعلق الأمر بالعمل الإبداعي، أليس كذلك؟ “رأس أبي” لِأُكْويري أأودْوُر17 بدت نصراً لنا جميعنا. لقد كنت فخورة جداً بها. إنها قصة جداً مذهلة، كتبتْها واستحقتْ عليها الفوز. 

وُجدَ مشروع Kwani للأعمال المخطوطة في سنة 2013، وثمت جائزة جومو كينياتا، وجائزة شركة إتصالات، وجائزة Jalada الإفريقية، وجائزة مجلة Wasafiri للكتابة الجديدة، وجائزة Wahome mutahi الأدبية، وجائزة مهرجان Nyanza الأدبي، وجوائز Brittle Paper الأدبية. ومن الكينيين مَن رُشح لجائزة منها أو حتى فاز. إن نيل الجوائز لأمر طيب، كذلك المال. غير أن هذا الحديث عن “العائدات” لا يوافقني تماماً. توجد العديد من الجوائز غير جائزة كين وغير جائزة غرايوولف، وهي مع ذلك جوائز مؤثرة ما تزال. وحين نسمع عنها لا بد أن ترتفع أصواتنا بذات القدر -إن لم يجب أن تكون أرفع بمئة مرة- إذ إنها فوز لنا جميعاً. إن جائزة Caine جائزة ضخمة غير أن الوسط الأدبي في كينيا كان يبلي قبلها حسناً وسيظل يبلي حسناً، وهو ليس الفوز الأول لكينيين ولن يكون الأخير. 

ليس يضايقني ما أشرتِ إليه على الإطلاق لأنني لا أرى ما يُضاق به. لا يلقى كتَّاب القصة القصيرة الاعتبار الذي يستحقونه مقابلةً بمؤلفي الكتب، بحكم أنهم يكتبون طوال الوقت مئات الكتب الصغيرة ذوات الصفحات الخمس. لو تحتم علي أن أنزعج من أمر فهو هذا. 

الآن وقد صارت روايتك “House Of Rust” إلى الناشر، هل تعملين على شيء ما آخر علينا أن نترقبه؟ 

لست على يقين مما أستطيع قوله عند هذي النقطة التي بلغتُ، غير أني وحقاً أعمل على كل نوع من الأنواع الروائية- من مغامرات الإثارة إلى الفنطازيا التاريخية والنمط المعاصر من أدب الغموض الجنائي. لي زمن طويل وأنا أمارس الكتابة، ثمانية مشاريع في وقت واحد. وليست المسألة في الشروع في العمل إنما في إتمامه. “house of rust” هي العمل الوحيد الذي استشفَّيْتُهُ إلى النهاية، وذاك كان هدفاً ذا قيمة لي أن أنجزه، أن أكون قادرة على استشفاف القصة من بدايتها إلى نهايتها. إنني أفكر في إتمام رواية للناشئين. كذلك من تلك الأعمال رواية من النوع الجاسوسيّ تدور أحداثها في إفريقيا المستقبلية، أيضاً قصة خيال تاريخي بديل، فيها يهاجم فريق ضديد البطل سلالةً ملكية متخيلة… انظري.. عندي كل شيء. الأمر أمر الإتمام، ثمت المشكلة! 

إن ما أنجزته في سنك هذه هو حلمٌ للعديد من كتاب الرواية الذين سلكوا دربها قبلك. ولو أن الكتاب يُتَوقَّع صدورُه في وقت ما من سنة 2020/ أمِن ضغطٍ تحسينه على شخصك كاتبةً؟ 

ألن تحسِّي أنتِ بضغط؟ نعم أحسُّ بضغط، أحسُّ أنني تحت المجهر. يوجد ضغط من كونك واسعة الاطلاع، ومُبِينة جداً، وتثيرين كثيراً من الاهتمام، لا أريد أن أدعي كوني أيا من هذي الأمور. إنني أفضِّلُ أن أنشر العمل فقط على أن يُتَملَّى بعدسة. تلك العدسة هي القول “مَن المؤلف؟”. 

الحاصلُ حلم، لست أدري ما إذا سيكفُّ عن كونه كذلك. إنني أخشى أن أزلَّ الخطوة، فأنزِلُ الدرج نزولا فينقلب الحلمُ إلى كابوس. إنني أشعر بأنني جد منكشفة. ويُتَوَقَّعُ لي أن أحصد مكانةً واعتبار، ولست أدري إن كنت أستطيع ذلك. إنني أحس بضغطٍ حين يتعلق الأمر بنشر مزيدٍ من الأعمال. ما أكثر الترقب حيث أنا وما أكثر ركوني إليه، إنني أريد أن أضمن تشريفي بلادي، تلك مسؤوليةٌ عظيمة تقع علي، ولذا فمن المذهل تحقيق التوازن بين الترفيه والحقيقة. إن ذلك لَتحدٍ، وإني لَآملُ أن أفيه حقه إنجازاً. 

أيُّ الكتاب الكينيين المعاصرين ستختارين ضمن “مَن تجب قراءتهم” في الوقت الراهن؟ وهل من أسباب بعينها؟ 

إننا نتحدث عن الكتب، أليس كذلك؟ كيف لا أذكر إيفون أديامبو أُوُّر18! لا أظن أنني استجبت مرةً بهذي الحدة، وجدانياً، لعملٍ من قَبل (أوديدي19، أبداً لن أغفر له ولن أنساه). لقد جعلتني الكاتبة أضحك وأبكي مراتٍ، لذا بالطبع سأختارها. حفظَها الله، لما سببته لي ولكثير من الكينيين من تباريح. إن الأمر يشبه واحداً من تلك الأفلام الممتازة جداً والجميلة جداً غير أنك تعلم أنه لا تسعك مشاهدتها سوى مرة واحدة لا غير. لماذا؟ لِـ”رعاية الذات”. ربما هي أكثر رواية يمكنك قراءتها سينمائيةً، لها أسلوب هائل. إنني لا أحسن أن أصفَ عملاً من الأعمال وأنقده، أستطيع فقط أن أحكي لك كيف جعلني أشعر. لقد جعلتني الرواية أشعر أنني كينية، جعلتني أشعر أنني إنسان. 

 

هوامش المترجم:

1- أ. إگوني بارِّت قاصّ وروائي نيجيري يعيش في لاغوس، فازت قصته” العنقاء” بمسابقة BBC للقصة القصيرة سنة 2005، صدرت له مجموعتان قصصيتان From Caves of Rotten Teeth 2005 وLove Is Power, or Something Like That(غرايوولف 2013)، وله رواية Blackass (تشتّو اند وندوس 2015، غرايوولف 2016). 

2- رواية للكاتب الكيني البارز بيتر كيماني، 2017، نقلتها إلى العربية رؤى عزام عن منشورات تكوين بالكويت. 

3- رواية للكاتبة الأوغندية جينيفر نَنْسوبوغا ماكومبي، 2013. 

4- علي الأمين المزروعي مفكر كيني من أصل عربي عُماني علي الأمين مزروعي (1933-2014)، نجل الشيخ الأمين بن علي المزروعي قاضي قضاة كينيا، أستاذ جامعي، وكاتب سياسي تخصص في الدراسات الإفريقية والإسلامية وعلاقات الشمال والجنوب، ويعد من أكبر مفكري القارة الإفريقية. 

5- عبد اللطيف عبد الله شاعر وكاتب وناشط سياسي كيني من أصل عربي حضرمي (عبد الله عبد اللطيف أحمد بن حسين باشيخ). سُجِن 1969-1973 لدعمه حزب “إتحاد شعب كينيا” (الجناح اليساري المنشق عن حزب اتحاد كينيا الوطني الإفريقي الحاكم بقيادة جومو كينياتّا)، وكتب قصائده المجموعة في ديوان “صوتي يا ضيقي” (صوتُ الأسى، 1973) حين كان يكابد السجن الانفرادي، ثم مُنِحَ لاحقاً جائزة جومو كِنياتّا الأدبية. له “كينيا تْوِنْدابي؟ “(كينيا إلى أين المسير؟ 1968) و”أوتنزي وا معيشة يا آدمو نا حوّا” (ملحمة حياة آدم وحواء، 1971)  كتبَ عنه الكاتب نگوگي وا ثيونگو مقالة مهمة نعمل على ترجمتها ونشرها في قادم الأيام. 

6- مورآ قِطآ Moraa Gitaa كاتبة وقاصة وروائية كينية، من مواليد ممباسة وتسكن حالياً في نيروبي. وهي كذلك باحثة في دراسات السلام وفض النزاعات، وناشطة في الدفاع عن الثقافات و فنية. وهي كاتبة غزيرة التآليف، لها ضمن روايات الناشئين Let’s talk about this, Kigango Oracle, , Hila The Shark Attack, Shifting Sands Crucible for Silver Furnace for Gold, The Con Artist. 

7- عبد الرحمن أبو أميرة نْدِيگْوا كاتب من ممباسة، مؤسس ومدير تحرير مبادرة Hekaya Arts وهي مبادرة تهدف إلى تقديم نتاج أدبي وثقافي يحفظ الموروث القصصي لمنطقة الساحل.  

8- لبنى عبد الحليم من ممباسة كينيا، كاتبة متفرغة ومدربة ومدوِّنة على lubnah.me.ke ونفسانية لها خمسة مؤلفات بين السيرة وكتب الأطفال والروحانيات والتأملات. تحمل شهادة في الصحافة والتواصل الجماهيري، وشهادة في علم النفس ودبلوم في الدراسات الإسلامية. وهي كذلك مؤسسة لِـ”نادي الكتّاب الإبداعيين” حيث تقيم ورشات كتابة مخصصة للمجتمع في منطقة الساحل الكيني.

9- عبد القادر محمود باميا شاعر وكاتب كيني شاب من منطقة الساحل الكيني.  

10- أحمد شايو شاعر وكاتب كيني شاب، ولد وترعرع في نيروبي، ويعيش حالياً في كمبالا، أوغندا. 

11- تروي أونيانگو (مواليد 1993) كاتب كيني، مؤسس ومحرر مجلة Lolwe الإلكترونية وهي مجلة مخصصة لنشر أدب الرواية والقصة والنقد الأدبي والمقالات الإبداعية، كذلك الفن الفوتوغرافي والشعر. فازت قصته القصيرة  “For What Are Butterflies Without Their Wings” بجائزة الدورة الافتتاحية لمهرجان Nyanza الأدبي، وترشحت قصته “The Transfiguration” لجائزة Pushcart.

12- لندا موسيطا كاتبة ومحررة ومحامية كينية من نيروبي. عرّفها مشروع إفريقيا 39 بأنها من كتاب إفريقيا الواعدين ممن يقل سنهم عن 40 سنة. نشرت مجموعتها القصصية الأولى تحت عنوان Mtama Road.

13- أبيغيل أرونگا كاتبة شاعرة ومدوِّنة كينية معروفة. ولدت في نيروبي ونشرت أعمالا منها مجموعتها الشعرية  “Akello” التي لاقت قبولاً لدى النقّاد والقرّاء على حدٍ سواء. 

14- كاري بركة كاتب كيني من كيسومو، كينيا.

15- ميشيل أنگْوِنْيِيْ كاتبة من نيروبي، كينيا. بلغت سنة 2018 القائمة القصيرة لجائزة Brunel الدولية للشعر الإفريقي وسنة 2017 بلغت كذلك القائمة القصيرة لجائزة إفريقيا ليوم القصة القصيرة. 

16- غريس إملي أوگوت (1930-2015) واحدةٌ من الكاتبات المعدودات في كينيا المسلّم لهن بالنبوغ. كانت كذلك أول كاتبة كينية -إلى جانب الكاتبة تشاريتي واسيوما- تنشر عملاً قصصياً هي رواية The Promised Land المنشورة 1966، وإلى جانب نشاطها الأدبي فقد كانت ممرضة وصحافية وسياسية ودبلوماسية وكانت من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكتّاب الكينيين. 

17- أُكْويري أُدْوُر كاتبة كينية (مواليد 1988/1989) فازت قصتها “رأس أبي” ‘My Father’s Head بجائزة Caine للكتابة الإفريقية سنة 2014. نشرت روايتها الأولى تحت عنوان Things They Lost. 

18- إيفون أديامبو أوُّر (مواليد 1969) كاتبة كينية لها العديد من الروايات والقصص القصيرة والمقالات. فازت سنة 2003 بجائزة Caine للكتابة الإفريقية على قصتها “زِنة الهامسين” weigh of whispers. لها كذلك رواية Dust التي بلغت القائمة القصيرة لجائزة فوليو Folio.

19- أوديدي: أوديدي أوغاندا شخصية في رواية Dust للكاتبة إيفون أديامبو أُوُّور، يلعب موته دوراً مهماً في حبكة الرواية. 

أظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى