مَاذا نَقرأ: نَصائح إيفان بونين
أناستاسيا فويكا
ترجمها عن الروسية: عمران أبو عين
كَثيراً ما انتقدَ إيفان بونين الكُتّاب والشُّعراء، المَشهورين مِنهُم والمُبتدئين، فقدْ تحدَّثَ عن مَسرحيات مكسيم غوركي ووَصَفها بالبدائيّة، وعن روايات دستويفسكي بالمُتوحِّشة، وعن قَصائد زينايدا جيبوس بـ الجِيفَة. تقولُ نينا بربروفا “كَان يَعد الكُتّاب الرّوس عُموماً أَعداءهُ الشخصيين، لم يكنْ يُطيق دستويفسكي، ورأى غوغول شخصا مريضا، وكانتْ أسماء مثل شادييف وفلاديمير سولفيف تثيرُ فيه الحَسد والغَضب، وسَخِرَ كذلك من تورغنينف”. وبسبب انتقاداتِه اللاذعة والمُستمِرَّة أَطلقَ عليه الكَاتب والمُترجم بوريس زايتسف لَقب “صَاحِب المَوهِبة”. وقد كانَ إيفان بونين يَرى نَفسَهُ قَارئاً مُتطلِّعاً. ومع ذلك، امتدحَ بونين بعض الأعمال، وإن كانَ ذلك نَادراً، حتّى إنّه أَثارَ بذلك المُفاجأة والغضب لدى البعض، من ذلك أنّ ليونيد أندرييف قال “لن أغفرَ لكَ على مَدحِكَ لعَملي ’أيّام حَياتنا‘ لماذا مدحتها؟ أكُنتَ تُريد الانتقاصَ من أعمالي الأُخرى؟”.
اطّلعنا على رسائل ومُذكرات ومقالات إيفان بونين، وكذلك مُذكرات مُعاصريه، ووضعنا قائمة بالكُتب الّتي مَدحَها الكاتب أو تلكَ الّتي نَصحَ بها. وللتَّسهيلِ على القارىء، قَسمنا القَائمة إلى ثلاثة أقسام: الأَدَبُ الرّوسي، الأَدَبُ الأَجنبي، الأَدَبُ السوفيتي.
الأَدَبُ الرّوسي
– قَبْر المُحارِب، بونشيفيا فودكا لـ مارك ألدنوف.
– الحُلم لـ بيوتر ألكسندروف -بيتر ألدنبورسكي-.
– أَيّامُ حَياتِنا لـ ليونيد أندرييف.
– القصائد، ميخائيل ليرمنتوف. لقد فَكّرتُ وتَسألتُ، مَنْ يكون ليرمنتوف؟ في البداية رأيتُ له مُجلدين من أَعماله، كانتْ عَليهما صُورته، شابٌ بملامحَ غَريبةٍ، جَامدٌ، بعيونٍ غَامِقة، يا لها من حَياة ويا لهُ من قَدر، سَبعة وعشرون عَاماً فقط، لكنّها غَنيّة ورائِعة بِلا حُدود.
– ثَورُ المِسك (آفتسيبك) لـ نيكولاي ليسكوف.
– بِلاد الفُرص الاستثنائيّة لـ ألكسندر كلياغين. لديَّ رَغبةٌ في الحَديثِ عن مُؤلف هذا الكِتاب، وأَلفِتُ نَظَرَ القارىء إليه، لأنّه أولاً بَطريقةٍ ما أراه الابن الأدبي، لأنّني أيقظتُ فيه الحِسَّ لتناولِ رِيشَتَهُ، وثانياً لأنّني أَعده أَحدَ أكثرِ الرّوس مَوهِبَةً، فقد شَهِدَ الكَثير طَوال حَياتِهِ، وبسبب عَملهِ وأنشطتِه المُتنوِّعَة طَوال السنين، أصبحَ في نَظري شخصا غَير مَألوف.
– قصائد ألكسيي كولتسوف. لا يُمكِنُ مُقارنَته بذلكَ الأَحمق سيرغي يسنن، فكُلُّ كِتَاباتِه -يسنن- المُخادِعة، لا يُمكِنُ مُقارَنَتِها بسَطْريْن من أَعمال كولتسوف.
– قصائد أبولون مايكوف.
– 14 ديسمبر لـ ديميتري ميرجكوفيسكي: انتهيتُ من قِراءةِ 14 ديسمبر، وتَغيّرتْ نَظرَتي تِجاه مَوهِبة ميرجكوفيسكي.
– قصائد ياكاف بولونسكي.
– قصائد ألكسندر بوشكين، وعَملُه رِحلة إلى أرضروم، روسلان ولودميلا، وأَعمالُهُ الأُخرى. كانَ حَاضِراً منذُ بداية حَياتي، سمعتُ باسمهِ منذُ الصِّغَر، لم يُعرِّفني إليه لا المَدرسة ولا المُعلِّم، مِن خِلال مُحيطي، تَحدَّثوا عَنهُ، وتَلو قَصائِده باستمرار، تَحدَّثَ عَنهُ الأَب والأُم والإخوة، وها هي ذي إِحدى أَقدم ذكرياتي، كانتْ وَالدتي تَقرأُ بحنانٍ “عند لوكوموري، شجرةُ بَلّوطٍ خَضراء، وعلى تلكَ الشَجرة سِلسِلة ذَهبيّة… أَيَّتُها الجَميلة لا تُغني أَمامي أغاني جورجيا الحَزينة…”. في طُفولتي كانتْ قصائد بوشكين هي أَكثرها شاعريّة، هُنالِكَ العَديد من الألبومات الّتي تَحتوي قصائد بوشكين، كيفَ لا يُمكنني أنْ أَعشَقهُ شاعرا؟
– قصائد ألكسي تولستوي، أفاناسي فيت. الشاعرُ يُجيبُ عن أَعمق الأسئلة الّتي تَصدرُ من القَلب، مِن وُجهَة النَّظر هَذه، أرى أنَّ الشِّعرَ الرّوسي قد تَوقَّف تَطورُهُ عند فيت. ألكسي تولستوي تركَ فَراغاً في آخرِ خَمس عَشرة سنةٍ المَاضية.
– ليف تولستوي: القيامة، الحَرب والسَّلام، آنا كارنينا، الأَب سيرغي، وغَيرها من الأَعمال. في المدة الأخيرة، أعدتُ قِراءة آنا كارنينا، والحَرب والسَّلام، وانتهيتُ تقريباً من المُجلد الرابع وبقي الجُزء الأَخير “الخاتمة”.
– العنبر 6 لــ تشيخوف. واصلتُ قراءة تشيخوف، مع بعض الاستثناءات، ما عَدا ذلك كُل شَيء مَوهوبٌ ومُميز.
– قِصص سيميون يوشكيفيش.
الأَدبُ الأَجنبيّ
– قصائد إميل فيرهارن. فيرهارن موهبةٌ عَظيمة، لكن بعد الاطِّلاع على عَشرات القصائد، تَبدأُ بالاخْتِناق من الرُّوتين الشَيطانيّ، الضَغط البلشفي المَجنون على خَيال القارىء.
– مُذكرات الأخوين غونكور: ادموند وجول غونكور.
– الحُلم لــ إميل زولا.
– الرَّسائِل لـ كاثرين مانسفيلد. استلقيتُ وقَرأتُ رسائل مانسفيلد، وأغلقتُ عَيني وأخذتُ أُفكِّر -ولا أَدري لِماذا- في طائِرِ الوَقواق، وكأنّهُ أَعادَني إلى بَعض أُمسيات الرَّبيع، الحُقُول، وسَمعتُ هذا الوَقواق، وفي تلكَ اللحظة أصبحتُ حَقاً أسمعُه في مَكانٍ ما في أَعماقِ رُوحي السَعيدة والخَرساء، تَذكّرتُ الرَّبيعَ وأُمسياتِه الرّوسيّة، عندمَا عُدنا مع فوندا منسكي تذكّرتُ ذلكَ المَساء، كأنّهُ بلا نهاية بَعيداً شَاباً حَزيناً وسَعيداً، وكُلّ ذلك كَانَ مُرتَبِطاً بذكرياتٍ ما، بمَشاعري وشَبابي.
– ميغيل دي سرفانتس، إي دالفا الماكر دون كيخوته لامانشا. قرأتُ دون كيخوته أيّام الطُفولة، بطبعةٍ وتَرجَمةٍ مُثيرة للشَفَقة، الآن أَقرؤها كَاملة بترجمةٍ مُمتازة، كانَ سرفانتس مَوهوبا بنحوٍ مُدهش.
الأَدبُ السوفيتيّ
– رواية بِلا أَكاذيب لـ أناتولي مارينغوف. أُوصي برواية مارينغوف كونها وثيقة هي الأَبرز من بَين كُلّ الكُتب الّتي صَدَرتْ في رُوسيا في السَنوات السوفيتيّة. مارينغوف شريرٌ كَبير، لكنَّ ذلك يَخُصّه، وروايته المُتوحِشة المَوهوبة على نحوٍ مهول، حقاً إنَّها تخلو من الأَكاذيب، وأُكرِّر إنَّها وَثيقة ثَمينة.
– كونستانتين باوستوفسكي – نُزل على براغينكا، وقِصص أُخرى. عزيزي، لقدْ قرأتُ قِصتكم نُزل على براغينكا وأُريدُ أنْ أُحدِّثَكم عن الفَرحة النَادِرة الّتي شعرتُ بها، لو اِستَثنينا العِبارة الأخيرة ’أَنزلْ السِتار‘ فهي تَستحِقّ أنْ تَكون في مَصافِ أَفضل القِصص في الأَدبِ الرّوسي.
– فاسيلي تيركين لـ الكسندر تفاردوفسكي. أَنا مُعجبٌ حَقاً بمَوهبته، هذا فِعلاً كِتابٌ نَادر، يا لها من حُرّيَّة من دِقَة في كُلِّ شَيء، شَعبٌ غَير عَادي بلسانِ الجُندي.
– الكسي تولستوي – بُطرس الأوّل.
ملاحظة: ضمن مجموعة الأدب الروسي، وعند الحديث عن الشاعر يسنن، ومقارنته بالشاعر كولتسوف، استخدم بونين لفظاً بذيئاً، وقد ترجمناه إلى “الأحمق”.