بيلا أحمدولينا: كنت أظن بأنك عدوي.. وقصيدة أخرى
اختيار وترجمة عن الروسية: عمران أبو عين
بيلا احمدولينا (1937- 2010) شاعرة روسيّة سوفيتيّة، وأقدم ها هنا ترجمة لقصيدتين من قصائدها، الأولى بعنوان “كُنتُ أَظنّ بأنّكَ عَدوي!”، والثانية بعنوان “أَنا وأنتَ”.
القصيدة الأولى
كُنتُ أَظُنُّ بِأنّكَ عَدوي!
لكنْ حَصَلَ أَنّكَ كُنتَ تَكذِبُ فَقط
وكُلُّ لُعْبَتُكَ كَانَتْ رَخيصة!
**
عَلى مِيدانِ “مانيجنيا”
رَميتُ قِرشَاً عَلى الثَلج
رَمْيتُهُ وتَمنيتُ
أَأُحِبُّ أَنا أَم لا؟
**
لَفَّ الوِشَاحَ حَول قَدمي
هُناك، في حَديقةِ ألكسندر
أَخذَ يُدفِئُ يَدي، وبَدأ بِالكَذبِ!
وأَخذَ يُفَكِرُ، مَا يُمكِنُ أَنْ أَكذِبَ عَليه!
**
حَلَّقَ كَذِبُكَ حَولي
كَتحليقِ الغُرابِ!
**
تُودِعُني المَرّةِ الأَخيرة
بِعيونِكَ الفَارِغَة
تُريدُ العَيشَ مِنْ دُونِ حُزن
والأمرُ في نظري سَيّان!
**
كُلُّ شَيءٍ عَبثٌ
كُلُّ شَيءٍ غَبيٌ
اذهَبْ أَنتَ مِن اليَمين
وأذهبُ أنا إلى اليَسار…
(1957)
**
القصيدة الثانية
أَنا وَأَنتَ
أُووه، اِرحَلْ، اِلعَبْ، اِلعَبْ!
رَحيلُكَ لَنْ يُفَرقُنَا،
أَنتَ هَذا أَنا، أَينَ الفَاصِلُ بَينَا؟
مَا الّذي يُفَرِقُنا؟
خَطَّطْتُ بِنَفسِي للانْفِصَالِ،
ولكنْ، لَم أَفهمْ شَيئاً!
ولَم أَنْسَ قَط،
أَنتَ وعَنكَ، لَم أَعُدْ أَذْكُرُ شَيئاً!
أَتَخيلُ أنَّ الشَيءَ مُضحِكٌ،
انفَصَالُنا عَنْ بَعضِنَا.
أَنتَ هَذا أَنا، مُلتَصِقان
لا تُوجَد مَسَافَاتٌ
يَا حَمقَاء! قَطِّعي الوُرودَ
نَامي بِعُمقٍ، أَو اِنْهَضي مِنْ السَريرِ
تَعتَقدينَ بِأنَّ هَذا أَنتِ،
تَتجوَّلين في شَارعِ “روستافلي”،
لكنْ، هذا أنَا. عَيني..
تَرفَعينَها وتُخْفِضينَها..
تَعرِفِينَ أَصواتَ مَعارِفي،
تَسْمَعِينَهُم وتَفْهَمينَهُم.
شيءٌ وَاحِدٌ يُخيفُنِي،
يُهَدِّدُني كَثيراً
أنتَ هذا أَنا. أَنتَ هذا أَنا!
لكنْ، مَاذا لَو أَنّي اِختفيتُ؟