ناتاليا كرانديفسكايا.. سيكون كل شيء كما كان، وقصيدة أخرى
ترجمها عن الروسية: عمران أبو عين
ناتاليا كرانديفسكايا (1888-1963) شاعرة روسيّة، ولدتْ في “موسكو” وتوفيت في “سانت بطرسبرغ”. ترجمنا قصيدتين من قَصائدها، الأُولى بعنوان “سيكونُ كُلُّ شيءٍ كَما كَان”، والثانية “مَرثاة”.
سيكونُ كُلُّ شَيءٍ كَما كَان
سيكونُ كُلُّ شيءٍ كَما كَان
في اليوم الّذي أموتُ فيه
لنْ يُغيّرَ أيُّ قِطارٍ طَريقَ سَيرهِ،
لنْ يُلغى امتحانُ أَحدِهم في الجَامعة
سَيمرُّ الوقتُ كَما كَان، يَعملُ الأولاد ويَدرسُ الأَحفاد
ولرُبَّما سيكونُ للحفيدِ حَفيدٌ جَليل
وفي يومِ الفِصح،
سَيضعونَ البَيضَ تذكارًا،
عند رأسِ الوَليد، على سَريره
أو رُبَّما سَيحسبون ذَلك بِدعة،
ولنْ يَضعوا شيئاً!
سيتوقفُ أَحدُ المَارة ويَقرأ:
كراندايفسكايا تولستايا،
مَنْ تكونُ يَا تُرى؟
رُبَّما هي مِن عَصرٍ قَديم،
ويُحدِّقُ إلى الصَّليب، ويُكمِلُ طَريقَهُ.
مُلاحظة: في تَقاليد عيد الفِصح، يُزيّن عَادةً البَيضُ ويلوّن رمزًا لبِدايةِ الحَياة.
مُلاحظة: كراندايفسكايا تولستايا، الشّاعرة تتحدَّثُ عن نَفسِها.
مَرثاة
يَرحلُ نَاسٌ ويَأتي غَيرُهُم
ثَلاثُ كَلمات خَالِدة: كانَ والآن وسَيكون
لا تَتوقف عَن الدَّوران
إِكليلُ الحُبِّ، السَّعادة، والعَذاب،
تَأتي لِيَحمِلَها جِيلٌ جَديد
عِندمَا يَسقطُ مِنْ أَيدينا
وليكُنْ خَفيفاً وأَكثرَ ازدهاراً
للجِيلِ الجَديد، للحَياةِ الجَديدة
يَنسمُ بِكُلِّ الأَفراحِ الأَرضيّة
كَما كَانَ يُعطِّرُنا يَوماً بِنَسيمِهِ
لا تَخافوا من التِّكرار،
فَسِرُّ الحَياة وسِرُّ المَوت
مُباركِان دَائِماً لِكُلِّ جَديد.