عبدالله توقاي – اللغة الأم وقصائد أخر
ترجمها عن الروسية: عمران أبو عين
عبد الله توقاي (1886- 1913) شاعرُ التتار وُلدَ بـ”تاتارستان” وتُوفي في مَدينة “قازان”. يعد من أَعظم الشُّعراء الّذينَ كتبوا باللُّغة التاتاريّة. تَرجمنا للشاعر هُنا ثلاثُ قَصائد هي اللُّغة الأُم، وطَريقان، والشَّمسُ تُشرقُ من الغَرب. وهي ترجمةٌ عن اللُّغة الروسيّة.
القَصيدة الأُولى
لكم أنتِ رائعةٌ يا لُغتي الأُم، يا لُغةَ الآباء
تعلمتُ الكَثيرَ في هذا العَالم بفضلكِ
في البداية، عندما كانتْ أُمّي تَهزُّني وهي تُغني،
وبعدها كانتْ جَدتي تَروي لي الحِكايات
يا لُغتي، لقد سَاعدتِني على فَهمِ الفَرح مِنذُ نُعومة أَظفاري،
وعلى أَلمِ الرُّوح، عندمَا يُصبحُ العَيشُ مُظلماً في عَيني
لقد ساعدتني يا لُغتي على تِلاوةِ صَلاتي الأُولى:
“سامحني، واغْفِر لوَالِدِي ووَالِدَتي، يا إلهي الكَريم”.
ملاحظة: يقول الشاعر “لقد ساعدتني يا لغتي على تلاوة صلاتي الأولى”، تأتي هنا بمعنى الدعاء. فالصلاة هي الدعاء.
*
القَصيدة الثانية
طَريقان
في هذهِ الدُّنيا طَريقان:
لو سلكتَ الطَّريقَ الأَوّل،
ستكونُ سَعيداً، وإذا سلكتَ الطَّريقَ الثاني،
سَتَجِدُ المَعرفةَ والعِلمَ حَسْبُ
كُلُّ شيءٍ عَائدٌ لكَ؛ كُنْ حَكيماً، وعِشْ مُكتئباً من الشَّرِ
وعندما تَرغب في السَّعادةِ،
كُنْ جَاهِلاً، كُنْ حِماراً!
*
القَصيدة الثَالِثة
الشَّمسُ تُشرِقُ من الغَرب
لو أَشرقت الشَّمسُ من الغَرب، سَتكونُ النِّهاية
بهذا تنبَّأ الحُكماءُ المُقدَّسين
شَمسُ العِلْمِ البَيّن، قد خَرجَت من الغَرب،
فلماذا يَتملمَلُ الشَّرقُ، ويتشَكَّك بِتَجَهُّم؟
( 1912)
ملاحظة: العِلمُ ليس لهُ جنسيّة أو قوميّة أو دينٍ مُحدَّد، فقد سَاهمتْ الأُمم جَميعها بإيصال العِلم إلى ما هو عليهِ اليوم. فهو ليس حِكراً على أَحد، لكنّ اليوم، في هذهِ الأيّام، الغَرب هو رائدُ العُلوم.