رزنامة بنجامين فرانكلين
ترجمة: مؤمن الوزان
رزنامة بنجامين فرانكلين
ترجمة: مؤمن الوزان
رزنامة بنجامين فرانكلين واحدة من أوائل الرزنامات التي صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية (في إقليم نيو إنغلاند في الشمال الأمريكي والذي يضم ستَّ ولايات)، ونالت الحظوة والشهرة رفقة أول رزنامة أمريكية “The Astronomical Diary and Almanac” على مدى سنوات من تاريخ صدروها ما بين سني 1733 و1758.
نشر فرانكلين هذه الرزنامة باسم مستعار تحت عنوان رزنامة ريتشارد المسكين أو رزنامة ريتشارد ساندريس حتى عام 1748، إذ غير اسمها إلى رزنامة ريتشارد المسكين المجوَّدة. تضم الرزنامة السنوية مواضيع متعددة ما بين أقوال وأمثال وحِكم وأخبار ومعلومات عامة، وتُستهل كل طبعة بكلمة افتتاحية. وما يغلب على محتوى الرزنامة في أعدادها كاملةً الأقوالُ والأمثالُ والحِكمُ التي منها ما هو خاص بفرانكلين نفسه وبعضها تعود أصولها إلى ثقافات وشعوب وكتب أخرى. تعددت مواضيع هذه الأقوال والأمثال والحكم ما بين مدح الأخلاق -وكثيرًا ما شددت النصوص عليها وربطتها بفلاح المرء في الحياة- والتجارة وكسب المرء بيده ونصائح للربح وآلياته، وآداب الضيافة والكياسة والصداقة والتعامل مع الآخر، وكذلك الأماليح والأضاحيك ذات المقاصد اللاذعة التي أضفت نكهة الهزلية على بعض النصوص وجو الرزنامة عموما. وقد نظم فرانكلين العديد منها شعرًا أو كتبها باستخدام الجناس لإعطائها طابعًا موسيقيًا ونغمًا يسهل على القارئ حفظها وتذكرها والاستمتاع بقرائتها.
اشتهرت هذه الرزنامة كثيرًا حتى وصل عدد نسخ بعض طبعاتها السنوية إلى مئة ألف نسخة نُشرت في ثلاث عشرة مستعمرة بريطانية في أمريكا وقتها، وأكسبت مؤلفها بنجامين فرانكلين المكانة والشهرة والمال.
أما مؤلفها بنجامين فرانكلين، فهو أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وكان كاتبًا ناشرًا وسياسيًّا ومفكرًا تنويريًّا وعالمًا وفيلسوفًا وناشطًا مدنيًّا وغير ذلك، وهو واحد من أهم الشخصيات الأمريكية في التاريخ وله مسيرة حياتيّة ومهنيّة حافلة، وتزيّن صورته ورقة عملة المئة الدولار الأمريكي.
في هذا الكتاب، اخترت من الأمثال والحكم والأقوال والنصائح الواردة في الرزنامات المنشورة، والتي وجدت فيها الحكمة الأصيلة والبصيرة النافذة والنصيحة الرشيدة والتوجيه القويم والفكر السليم والنص البليغ أو الأفاكيه المستظرفة والطرف المستملحة التي لا غنى عنها في الترويح عن القارئ بين جديّة النصوص الأخرى. وتجنبت الأقوال والمعلومات الواردة التي هي اليوم من البديهيات وأصبحت من المعلومات العامة مثل استخدامات المِجهر ومزاياه أو تواريخ ولادة بعض الشخصيات التي يُمكن للباحث عنها أن يعرفها بسهولة.