دروس آبي وامباك في القيادة، كوني الذئب
مايا سلام
ترجمة: بلقيس الكثيري.
في كتابها الجديد (قطيع الذئاب) “Wolfpack” تقدّم لاعبة كرة القدم المتقاعدة الأمريكية آبي وامباك دروسًا تعلمتها عن النجاح والفشل، في مجال تمكين المرأة.
” قد يلعب الكثير منا وفق قواعد لم توضع لتحقيق الفوز إطلاقًا”.
– آبي وامباك، الحاصلة على الميدالية الذهبية الأولمبية مرتين، والحائزة على لقب بطلة كأس العالم.
شقّت آبي وامباك مسيرتها المهنية عبر سعيها لإحراز الأهداف. وسجلت مائةً وأربعةً وثمانين هدفًا منها كما لم يفعلها أي لاعب كرة قدمٍ -رجلًا أو امرأة- في تاريخ كرة القدم دوليًا. أما الآن، بعد سنواتٍ قليلةٍ من تقاعدها، تركز وامباك -التي قادت فريق السيدات في الولايات المتحدة إلى بطولة كأس العالم عام 2015 إلى نوعٍ جديدٍ من الأهداف ألا وهو: تحفيز النساء ليصبحن قياديات. قالت لي هذا الأسبوع: “ليس هناك وقت أكثر أهميةً وإلحاحًا من الوقت الراهن لنبدأ فيه نحن النساء بقيادة حياتنا بنحوٍٍ كامل”. في كتابها الجديد “قطيع الذئاب” تقدم وامباك -البالغة من العمر ثماني وثلاثين عامًا- دروسًا تعلمتْها على مر عقودٍ من التدريب والفشل والنجاح في الملعب. ويستند ذلك إلى خطاب افتتاح حفل التخرج الذي ألقتْه في كلية بارنارد في نيويورك العام الماضي والذي سرعان ما انتشر كفيروس. لقد خاطبتْ الخريجين قائلة: “إذا كان بإمكاني العودة للوراء وقول شيءٍ واحدٍ -لنفسي وأنا أصغر سنًّا- فسأقول: آبي، أنتِ لم تكوني أبدًا ذات الرداء الأحمر؛ لطالما كنتِ الذئب”
أُصدرَ كتابها بعد شهرٍ من رفع فريق الولايات المتحدة للسيدات دعوى قضائيةً بشأن التمييز ضد النساء، ضد اتحاد الولايات المتحدة لكرة القدم. رغم أن وامباك لم تكن طرفًا في هذه القضية، إلا أنها صرّحت برأيها حول هذا الموضوع: “هذه ليست مجرد قصةٍ لامرأةٍ رياضية؛ إنها قصة كل امرأةٍ على كوكب الأرض” وقالت في شهر سبتمبر: “نحن النساء نفقد حياتنا بسبب عدم المساواة في فرق الأجور، ومن أجل أن نحصل عليها، يجب أن نحارب”. في “قطيع الذئاب” طرحت وامباك ثماني قواعد جديدةً لمساعدة المرأة على النجاح مهنيًا وشخصيًا. وتأمل أن يكون لأفكارها تأثيرٌ تسلسليٌ كتأثير الدومينو، إذ تقول: “عندما يقف أحدنا ويطالب بالحصول على الكرة أو الوظيفة أو الترقية أو أجرة عمله أو الميكروفون، فإنه يمنح الآخرين فرصة القيام بالشيء ذاته”
وهنا أربعةٌ من “القواعد الجديدة لوامباك” والمبادئ التي تأمل أن تقلب بها الوضع.
– “ادعمي غيركِ”.
القاعدة القديمة: كوني ضد غيركِ.
القاعدة الجديدة: كوني لِغيركِ.
وامباك: “القوة والنجاح والفرح ليست فطائر؛ أن تحوز امرأةٌ قطعةً أكبر لا يعني بالضرورة أن تحوز الأخرى القطعة الأصغر”.
-“كوني ممتنةً وطموح”.
القاعدة القديمة: كوني ممتنةً لما تملكين.
القاعدة الجديدة: كوني ممتنةً لما تملكين واطلبي ما تستحقين.
وامباك: “كنتُ ممتنةً جدًا لحصولي على راتب، وممتنةٌ جدا لتمثيل بلادي، وأن أحمل رمز المرأة عند جلوسي على الطاولة، كنتُ ممتنةً جدًا لأن أُعامل باحترامٍ لدرجة أنني كنت خائفةً من استخدام صوتي للمطالبة بالمزيد. الإعراب عن امتناننا يكون باستخدام القوة الرمزية التي يتمتع بها عددٌ قليلٌ من النساء من أجل الحفاظ على حق البقية اللواتي يصطفين خلفها”
-“اجعلي الفشل وقودكِ”.
القاعدة القديمة: الفشل يعني أنكِ خارج اللعبة.
القاعدة الجديدة: الفشل يعني أنكِ أخيرًا في اللعبة.
وامباك: “مُكَّن الرجال المفتقرون إلى الكمال والسماح لهم بإدارة العالم منذ أمد، لقد حان الوقت لأن تُمنح النساء غير الكاملات حق الإنضمام إليهم”.
-“مارسي دور القيادي وأنتِ على مقعد البدلاء”.
القاعدة القديمة: انتظري دوركِ في القيادة.
القاعدة الجديدة: مارسي القيادة الآن -حيثما كنتِ.
وامباك: “صورة القيادي لا تعني بالضرورة رجلٌ يجلس على رأس الطاولة، بل تشمل أيضًا كل امرأةٍ تسمح لصوتها بأن يكون قائدًا لحياتها وحياة الذين تهتم بهم”.
– مايا سلام: صحفيةٌ لبنانيةٌ تقيم في نيويورك، وهي أحد كبار المحررين في صحيفة نيويورك تايمز.