توني موريسون
Great Writers
ترجمة: مؤمن الوزان
إنَّ روايات موريسون استكشافاتٌ شعريّة قوية لتاريخ الأمريكيين السود. نالت كتاباتها الصادقة والمُكثَّفة الإشادة الدولية، وجعلتها أول امرأة من ذوي البشرة السوداء تنال جائزة نوبل في الأدب.
وُلدت كلوي ووفورد في بلدة لورين الصناعية الصغيرة بولاية أوهايو. عُرفت في شبابها بلقبها “توني” ثم نشرت لاحقًا تحت اسم موريسون؛ لقب عائلة زوجها هارولد الذي تزوجته في عام 1958 وتطلقا في عام 1964. كانت موريسون الطفل الثاني جورج عامل اللحام، وراما العاملة المنزلية، اللذين انتقلا من جورجيا هربًا من العنصرية والفصل العنصري السائد في الجنوب الأمريكي. تمتعت والدتها الميثوديّة بمهارة في الموسيقى والغناء وسرد الحكايات، لا سيما حكايات الأشباح التي تشرَّبتها من والدتها. علّمت الحكايات والأغاني الروحانيّة بوضوح مواضيع موريسون اللاحقة وساعدت في تشكيل أسلوب كتاباتها النثري التعويذيّ وحواراتها المُراقبة بحدَّة.
طالبة وأستاذة
تفوَّقت موريسون في المدرسة بتشجيع من والديها، ووجدت إلهامًا عظيمًا في الأدب، حين أخذت تلتهم كل شيء من مسرحيّات حُجرة الرسم إلى الكلاسيكيات. التحقت في عام 1949 بجامعة هاورد في واشنطن، وهناك، اختلطت ببعضٍ من أكثر المفكرين السود تميّزا في ذلك العصر، لكنها أُجبرت كذلك على مواجهة حقائق العيش في مدينة فصل عنصري يعكِّر صفوها هرمية عرقيّة خانقة. شرعت موريسون بعد نيلها لدرجة الماجستير من جامعة كورنيل في نيويورك، بالعمل أستاذة للغة الإنجليزية. وعادت للتدريس في جامعة هاورد، وانضمت إلى مجموعة الكتابة الإبداعية. وهناك، طوّرت موريسون قصة قصيرة شكّلت الأساس لما ستصبح روايتها الأولى، “العين الأشدّ زُرقة (1970)”، التي تستكشف فيها إقصاء النساء السود من الثقافة الشعبية. طغت الروايات التاريخية على أغلب رواياتها، واستحضرت من خلال أعمالها التي كتبتها جوانبَ قصة الأمريكيين من أصل إفريقي ما عدَّتها سابقًا “غير المسرودة ولا المُتفحَّصة”. كانت المؤلفة تهدف، بالكتابة من الداخل، إلى تحرير الأصوات التي تعرضت لإخراسٍ شرس؛ الفعل الذي وصفته شخصية سيث في روايتها “محبوبة” بـ “إعادة الذكريات”. استمرَّت موريسون بالكتابة الروائية، ونُشرت آخر رواياتها “ليكن الرّب في عون الطفلة” عام 2015. تُوفيت موريسون في بلدة مسقط رأسها في لورين، أوهايو عام 2019.
نجاحات النشر
عملت موريسون، المطلقة والأم لطفلين، محررة في دار نشر راندوم هاوس في نيويورك منذ عام 1967، وكانت تكتب فقط في ساعات نهار الأولى حين يكون طفليها نائمين. كانت موريسون بطلة الكتابة السوداء، إذ طوّرت مجموعة “الأدب الإفريقي المعاصر (1972)”، وهي مجموعة استعرضت أعمالَ وولي سوينكا، وتشينوا آتشيبي، وأثول فوغارد، وكتّاب آخرين. نشرت أيضًا سيرة ذاتية مثيرة للجدل عن محمد علي، وأنتجت “الكتاب الأسود (1974)” الذي وثَّق حياة السود في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عصر العبودية فصاعدًا.