ابتهال إلى أفروديت وقصائد أخر – صافو
ترجمة: مؤمن الوزان
ابتهال إلى أفروديت
أتوسل إليك يا أفروديت
يا ذات الكيد والعرش التليد
يا بنة زيوس-
ألا تكسري فؤادي بآلامِ
أتوسل إليك يا مولاتي
سمعتِ يوما دعائي
آتٍ من بعيد-
غادرتِ منزل أبيك الذهب
وتنزّلتِ عليَّ بعربةٍ يجرُّها الطير
عصافيرُ بديعة يخفقُ جناحها
جاءت بكِ من السموات
وأنزلتك إلى كبد السماء
مطلّة على الأرض السوداء
وإليّ أوصلتكِ
أيتها المباركة
يا باسمًا ثغرها الأبدي
سألتني ممَ أشكو،
ولمَ هذا الدعاء،
وماذا أرجو في هذا القلب العنيد؟
’بصدرِ من سأنزُل حبك؟
ومن يا سابفو أساء إليك؟
إنْ هربتْ منكِ ستلاحقك
إنْ رفضتْ هداياكِ سترشوك
إنْ لم تحببك رغما عنها ستهواك‘
تعالي إليَّ وحرريني
من عذاب يبتليني
ملء فؤادي شقاء يحرقني
كوني معي وكوني حليفتي
*
امتلاك
وجهًا لوجهٍ يُجالسكِ
ويسمعُ همسكِ والضحكات
من أراه أشبه الناس بالآلهة،
لصوتكِ صداه الحبيب
يُخفقُ القلبَ في الضلوع.
خالٍ صوتي اليوم
حين أنظرُ إليك
ويختلجُ في فمي اللسان
وتستعرُ دون جلدي النيران.
تعمى في النور عيناي
وتصمُّ أذناي
وأغرقُ في عَرَقي.
أختلجُ أصفرُّ أخضرُّ
ويتفلّت مني عقلي
كأني من موتي أقتربُ.
مكتوبٌ عليّ الشقاء، يا حسرتاه!
*
أمنية الجمال
سلنَ يا بنات بإلحاحٍ
على نغمِ القيثارة والأغنيات
هذي الهدايا من ربّاتِ الشعرِ
عطراتِ الأثداء.
غضّنت الشيخوخة رائقَ جلدي
ابيضَّ بعد سواده شعري
اثَّاقلتْ في صدري روحي
ما عادت تحملني ساقاي
لأرقصَ بخفّةٍ كخشيش1.
أتذمرُّ على ما صرتُ، فما الحلُّ؟
والمرءُ عاجزٌ عن كبحِ جماح العمر.
قالوا الحبُّ غيَّبَ عقلَ إيوس2
وخطفتْ في ساعةٍ تيثونوس
أخذته بيديها الورديّتين إلى آخر الأرض.
جميلا وفتيّا قد كان
فأتى عليه الزمان
موخوطُ الشعرِ وشيخ
وزوجٌ لامرأة لا تشيخ.
1- الخشيش: صغير الغزال.
2- كانت إيوس ربة الفجر في الأساطير اليونانية، أحبّت الأمير الطروادي تيثونوس وخطفته.
**
المرجع:
The Complete Poems of Sappho – Willis Barnstone, Shambhala Boston & London 2011