الطريق الأقصر لنشر كتاب
ماثيو دوفوس
ترجمة: عبير علاو
بعد عشرين عامًا من الكتابة، دخلت روايتي الأولى Swapping Purples for Yellows (مبادلة الأصفر بالبنفسجي) إلى العالم أخيرًا في أغسطس من عام 2019، إذ استغرقتُ أربع سنوات في كتابتها، وسنتين لبيعها، وثمانية عشر شهرًا لتحريرها وإعدادها للنشر، على مدار هذا الطريق، كبرت ابنتي من طفلة حديثة الولادة إلى طالبة في الصف الثالث، اشترينا أنا وزوجتي منزلًا جديدًا أكبر من السابق ليستوعب هذه الإضافة لعائلتنا، وانتقلت من كوني أبًا يقضي جل وقته في المنزل إلى مدرس جامعي متفرغ، وبقي هذا الكتاب هو الأمر الثابت الوحيد في جل هذه التغييرات، والآن وقد أُصدر، بدأت التفكير في تجربة الوصول إلى هذه النقطة، بل أضحى لدي ما أتمنى أن يكون نظرة ثاقبة في هذه العملية، التي سأسرد تفاصيلها لك:
1. يحدث التواصل خارج بروكلين أيضًا!
أعيش في مدينة منقطعة في ولاية كارولينا الشمالية، لذلك عندما قرأت المقالات التي تنصح بالحصول على وكيل أعمال من خلال مطالبة أصدقائك بتعريفك بوكلائهم أو التواصل مع الوكلاء في المؤتمرات الباهظة الثمن، فإنني شعرتُ باليأس، لكنني مع ذلك، وجدت ناشري من خلال التواصل غير المباشر رغم أنني أعيش في وسط اللا مكان، فقبل عام من انتهائي من الرواية، حضرت ورشة عمل للكتاب وورشة أخرى عن تدريب الروائيين الذين على أعتاب بدء كتاباتهم الصغيرة “المستقلة بشدة”، قدمت روايتي إلى Southern Fried Karma في مسابقة الرواية الأولى وذلك ليس لأنني اعتقدت أنني سأفوز ولكن لأنني عرفت أن القائم عليها رجل أعمال ذكي، فإذا ما نجح شخص في الخروج من إحدى الصحف الناشئة وإبراز نفسه بشدة، فاعلم أنه هو، لم أفز بالمسابقة -التي حُكِّمت من الخارج لأجل التسجيل- لكنني كنت في نهائياتها، مما دفعه لأن يقدم لي “مراجعة وإعادة تقديم” وزودني برسالة توصية طويلة، وأدت ثمارها.
2. نيويورك ليست الطريقة الوحيدة.
نصحني الروائي الذي قرأ جزءًا من روايتي أن أتجه إلى المطابع الصغيرة، لأنه كان يظن أن الكتاب يستحق أن يتخذ مكانه فيما يسمى “الخمسة الكبار” وهو حدث يُعقد في حرم جامعي في الجنوب خلال عطلة نهاية الأسبوع الوطنية والذي يركز على تفاصيل الأوساط الأكاديمية التي أصبحت أكثر أهمية بسبب الاتجاه نحو التعليم العالي، لكنهم رفضوها بحجة أنه “لم يكن لدى القصة ما يكفي من الخطر أو نداءات تكفي لاستقطاب جمهور واسع”، لذا نصحني وكيلي بأن أتجه إلى المطابع المستقلة المنتشرة حول الولايات المتحدة كونها معاقل لأعمال مثل كتابي، فهم ليسوا خائفين من نشر العمل الذي قد لا يروق للجماهير بل بدلاً من ذلك يبحثون عن الأحجار الكريمة التي تجاهلها حدث الخمسة الكبار”.
لذلك أرسلت الكتاب إلى مطابع صغيرة في ولاية ساوث كارولينا بولاية بيتسبيرج وبورتلاند بولاية أوريغون، وحاولت في إنديانا وكولورادو، باختصار، غطت روايتي أكثر البلاد، فمهمة Southern Fried Karma كما يقول وكيلي “حكاية مليون قصة من كل شيء، بلهجة جنوبية.”، ولقد وجدت أن هذا التحديث والإضافة للهجة الجنوبية منعشة للنص على عكس القصص التي تنتقل من بروكلين إلى مانهاتن دون أي تغيير.
3. بائعو الكتب المستقلون.
نظرًا لأن كتابي كان يشق طريقه إلى الطباعة، فقد قرأت الكثير من النصائح حول كيفية توصيله إلى أيدي الناس، ومعظم النصائح وجهتني نحو تجار المفرد على الإنترنت، أي Amazon.
أوضحت هذه المقالات أهمية تصميم غلاف يجذب أنظار الأشخاص أثناء تصفحهم لهواتفهم مع أهمية صياغة الوصف المثالي القصير الذي يمنح القراء إحساسًا بالكتاب ودافعية لقراءته و”استعراض المزيد” في صفحة الكتاب على الموقع، كما أشار عدد قليل منهم إلى ما أسموهم أفضل صديق للمؤلفين وهم بائعو الكتب المستقلون، وفي منطقتي هذا الشخص هو جورج الذي يمتلك مكتبة كتب مستعملة في المدينة الصغيرة المجاورة، وحين حدثته عن الأمر، كان متحمسًا للكتاب حتى قبل أن يعرف موضوعه، بل شجعني على تولي زمام فصل الكتابة الإبداعية الشهرية وبيع عدد من النسخ بتكاليف منخفضة للغاية في متجره.
بعد ذلك، أقام ناشري جولة سريعة في Carolinas، حيث قابلت بائعي الكتب في High Point، وAsheville، وDavidson، وGreenville، وS.C والذين كانوا متحمسين لرؤيتي وشغوفين لبيع النسخ المتبقية بعد قراءتهم للكتاب، وعندما عدت إلى أحد المتاجر بعد بضعة أسابيع، وجدت أن جميع النسخ الخمسة المتبقية قد بيعت، وهو مجموع مثير للإعجاب لكتاب يحتوي على نفس العدد من المراجعات على Amazon في تلك المرحلة.
4. الناس سـ (يخيبونك)/ يفاجئونك.
في اليوم الذي صدرت فيه روايتي، أقام أصدقائي حفلًا متقنًا، مكتملًا بنخب الشمبانيا، مما دعاه لأن يكون حدثًا راقيًا غير معتاد منهم، أيضًا غرّد أشخاص لم أرهم منذ عقد من الزمان حول الكتاب، دعاني الأساتذة في معهد الفنون الجميلة الذي حضرته منذ 14 عامًا لجلسة قراءة، بل ذهب أحد الأصدقاء إلى أبعد من ذلك حين غير موضع كتابي في محل بيع الكتب عندما اشتكيت من المكان الذي توجد به النسخ، في حين صمت بعض الأشخاص الذين اعتقدت أنني أستطيع الاعتماد عليهم في التسويق، في الحين الذي كتب بعض أصدقاء الأصدقاء تعليقات سخية، وكوني أحب المزيد من الدعاية بالطبع -ارتبطت ببعض الأشخاص والمؤسسات مقابل قدر ضئيل من المال لأجل أن يبدوا قليلًا من النصائح والاهتمام بالكتاب- ورغم هذا التباين في ردود الأفعال، شعرتُ بسعادة غامرة أكثر من شعوري بخيبة الأمل.
5. وصولك إلى القبول هو البداية فقط!
خلال العشرين عامًا التي قضيتها لتحقيق هذا الهدف، ركزت على تلقي القبول من الآخرين وحين أتى أصدرت كتابي الأول، نادراً ما فكرت في التحدي المتمثل في وضع الكتاب بين يدي الآخرين، أو عيش تجربة الشعور بالخواء حين تأتي إلى تنظيم لبيع الكتاب لتجد أن لا أحد سيحضر لك بسبب أن المتجر لم يعلن لهذا الحدث أبدًا! لم أفكر مطلقًا في الاضطرار إلى سؤال الزملاء من الكتاب عن الأخطاء أو عن إعطاء ملخص لروايتي في 30 ثانية حتى يتمكن العملاء في حفلات النبيذ والكتاب من تحديد ما إذا كان الكتاب مستحقًا لأن يُقرأ أم لا، ولم أفكر مطلقًا في عملية مشاركة الكتاب على شبكة الإنترنت للإشارة إلى الكتاب والحصول على ملاحظات ومراجعات له، لذلك أنا سعيد كوني لم أكن أعلم كل هذه الأمور، وآمل أن تجعلني هذه الإنجازات أكثر حكمة عندما يحين الوقت لإصدار الكتاب الثاني.
في هذه الأثناء، أجد أنني أتوقف كل يوم أمام أرفف مكتبتي وأنظر إلى كتابي الذي يقف بجانب كتب أخرى على الجانبين من كتب لكتاب أعجبت بهم لأشهر أو سنوات، تلك الكتب التي أعشق قراءتها باستمرار، وأخرى قد تصبح يومًا في عداد المفضلة لدي، وهذا ما يجعل كل ما سبق جديراً بالاهتمام.